المحنة والمعاناة التي حاولت اختبار قوتنا وامتحان صبرنا ، ومدى قدرتنا على الصمود في وجه الرياح العاتية التي يصدرها لنا التجار الجشعون الطامعون في زيادة الربح ، علمتنا أن نصنّع بعض حاجاتنا بأيدينا ، نحاول إنتاجها يدوياً من منظفات كالصابون وسائل الجلي إضافة إلى بعض الأغذية والحلويات التي حلقت أسعارها في السوق المحلية عالياً ، كل ذلك في محاولة منا لالتقاط بعض رزقنا وتوفير ما أمكن على جيوبنا ، هي مستجدات مستحدثة من قلب الواقع الصعب . إذ أن ما حصل من تغير هائل وغلو واضح في الحصول على مواد رئيسية في حياتنا ، انعكس على أحوالنا سلباً ، إذ ازداد عدد الباحثين عن سلب لقمة المواطن من أجل مصالح خاصة في ظل ظروف صعبة ، فكان ذلك بمثابة السحب الكثيفة التي حجبت عنا وجه الرفاهية ورغد العيش ..
قد انفجر ذلك الجشع الذي شنه البعض علينا ناراً كاوية تركت وراءها إحباطاً ومرارة وحزناً ، استهلكت طاقة شعب بأكمله مع أن خيرات بلدنا ما تزال وفيرة رغم الحرب ورغم الحصار .. فانزلق أولئك الجشعون الطامعون إلى الفخاخ المنصوبة لنا لاصطيادنا وقهرنا وتركيعنا من قبل شذاذ الآفاق …
لذلك لا بد أن نعرف بعد الآن أين نقف ، وعلى أية أرض سنثبت أقدامنا أن ندرك إلى أين نحن ذاهبون قبل أن تغرق سفينة النجاة التي ما زالت صامدة رغم الطوفان ، أن نحاول صنع مستقبل أفضل ، قادم أحلى ، والذي يجب أن يسير على أكتاف بعض الرأفة والرحمة بالعباد وإصلاح ما يمكن إصلاحه من خلال تخفيض معقول بالأسعار عامة لترميم ما تصدع في قلوب الغالبية العظمى من المواطنين ، ولنبتعد عن السهام المسمومة التي اخترقت صدورنا من قبل أعداء الخارج ، سهام دربتنا وجعلتنا أكثر صلابة ، مرّنت نفوسنا على الغوص عميقاً في بحار الحياة لاكتشاف كنوزها المخبأة أو المتوارية خلف كثبان الصعوبات والمعوقات تجعلنا ننتظر أشياء جديدة أكثر دفئاً وأماناً واطمئناناً …
عفاف حلاس