بدهي ، هذا الاضطراد النوعي المتتابع في مسار الحياة عبر جنباتها المختلفة ، بما يحاكي ثنائية التقدم و التطور ما بين إنجازات في العلوم و الصناعات و أنواع التقانة على اختلافها ، وقضايا التفكير و الإبداع ومنجزات العقل البشري عراقة سردية الفعل الإنساني ، إعمالا في التفكير ، و تشوفا في حدس ألمعي يستنهض الحاضر عبر متكأ لماض مكين في كل جهد و انشغال بأحاسيس و مشاعر ، هي في كليهما فاعلية التأثر و التأثير ما بين الإنسان و إيقاع كل عصر و مهارات كل ابتكار بغية استشراف آفاق المستقبل و مرامي غاياته عبر فلسفات وجودية ، أكانت جزئية تفصيلية أو كلية شمولية هي الإنسان معطى الحياة … هذا الإنسان الذي يتساوق و مكنونات القيم ما بين فطرية ذات مرجعية جمعية و أخرى مكتسبة تنضدها تجارب الحياة و الفروق الفردية في مدى استجابات التلقي وحذاقة المهارات وما يصقلها من ثقافة عالمة ، نفح طيبها مخزون رحيق في أكمام عبقريات حملت أيامها حقولا ، وقد انتشت بذار إبداعها غراسا في حقول كل علم وفن و عبقرية كل إبداع وابتكار وحقائق تفيض سرحا من حضور لافت من وقائع و أحداث لتجعل الأيام سطورا مجامر من كلمات تختزن جهود من أفسحوا في الأمكنة أكثر من إبداع و إبداع خط أصحابه أسفارا ومدونات هي مؤونة الأجيال في خزائن العلم و المعرفة و أنواع العلوم و الفنون والموسيقا و الدراسات و البحوث فضاء اتسعت له و فيه أرجاء النباهة على متسع كل نهضة في حيثيات الأزمان المتعاقبة و قد سطرت تلك العبقريات تخوما ، هي علامات فارقة في خطوط الطول و العرض لخريطة الكينونة الإنسانية ، فكان كل دسم ناتجا ونتاجا.
إن سيرورة الزمان ماضية و بقفزات هائلة ، وفي دنيا التقانة و ((تكنولوجيا)) المعلومات حيث ( النانو ) و إرهاصات القرية الكونية و العالم الافتراضي ، ومدارات العولمة في جنبات الحياة كلها .
لا شك أن الاضطراد النوعي المتتابع في كل طريق تأتي به الحداثة و التقانة و الموجات المتتالية من أنماط التفكير و انعكاساتها على السلوك الإنساني تشكل واقع يفرض نفسه لكن لابد من التؤدة في كيفية التكيف واصطفاء المفيد ، وتوجيه كل سلوك نحو عقلنة كفاية وكفاءة من غير مزيد من التأثر المنفعل بغية تمكين ثوابت الخصوصية الجمالية لثوابت تعارف عليها المجتمع بعاداته ونواميسه و تقاليده و أعرافه و منظوماته القيمية على السير الواضع قناعة رشاد في تراتبية منطقية توضح معالم النقاء في بلورة كل موقف و سلوك يقوى على مواجهة كل طفرة معلبة بانفتاح مزيف لا يوافق ناصعات إشراقات في جمال أو رقي في نبالة . وأيا كانت التحولات رهن واقع مسكون في العصر ، فإن الأصالة مسكونة في تتابع عصور مرجعية آباء و أجداد ونباهة حداثة مدروسة تعي وقع البناء من غير هدم , والانفتاح الحق إشرافة خير على شروفات الطالعات مدى من آفاق و آفاق ترسم حقائق قادرة على مواجهة كل انزياحات وافدة من خلال تأصيل متجذر بماهية أنماط سلوكية و أعراف قيمية جمالية تنهض بها نسغ , لها عراقتها في مكين الذات لإنساننا الذي يقوى بكل منطقي و يتجاوز كل عابر لايرقى إلى مستوى ماهيته في قدره و قيمته . إن التحولات المسكونة بالعصر تقتضي مراعاة صوى تخوم قناعاتنا في كل أمر و حيثية كل فعل و سلوك بما يعني جماليات كل ألق على محيا كل فكرة وسلوك ورأي منطقي يدفع كل ضعف و يتجذر كل أصالة .
نزار بدور