فتوة الشباب , وحمية النضارة في مشهدية المظهر الأحلى , عساه يكون الأغلى إثراء وقع خطوات على طريق , ما أجمل و أروع الديم السكوب غيوماً تحث الخطا في كبد السماء , وتروح متسارعة في آفاق يتشرّبها السراب عناق أرض بسماء , وغيث بذرات تراب , وبذار بواعدات مواسم و آمال زروع فبيادر وغلال … و أكف التضاريس المتماوجة وهاداً وتلالاً ومنحنياتٍ ودروباً تحتضن في جعباتها سرح ماء تداعبه نسمات الأصباح لكأنها توقظه بحنو وتسرح هزيزه , وفتوة البهاء في رونق يفاعة الشباب تسرح الشعر بمشط أسنانه متوازنة متساوية توميء إلى سعادة مساواة وروعة شكل لطيف يؤدي غرضه والمرآة هي جعبات الماء وعاء فيغدو ترفيف الشعر وفق خطوط الطول والعرض لقواعد الرتابة التي تجاوزها واقع العَجب في حراك مقص ومرتسم إخراج لخريطة حلاقة للشعر عظمة ندرتها ميزة أنها ذات أسماء وافدة على أساس أنها إشارة إبداع لصاحبها على عتبات الألفية الثالثة أجل ! هما صورتان واحدة عفوية الحال واقعاً فنضارة الوجه صفاء جعاب الماء وشكل الحلاقة هندسة ابتكار , واكتشاف اسم لنوعها , وكلتاهما طبق الأصل لصاحب كل منهما , ولسلوك في حياة واقع معيش وكل ضمن شرطه الزمني , ونسبية خبراته , وتجاربه وفق موضوعية الحال قبل مرآة الزجاج كان المرء يرى صورته في صقيل ماء وكم يعجبه ذلك ! حتى قيده الخوف من ” نرسيس ” و أنانية الذات في متاعب استعلاء , إن لم ترقَ به مؤشرات منطق وحيثيات سلوك فهيم متئد لكن ما إن يحرك المرء صقيل الماء بعصا حتى يتكدر الحال ماء وصورة فتراه يعود إلى الأصل , لكن الأصل وجهاً تحرثه صروف الأيام فلاحة كد وتعب ومواجع فطنة وطموح وقد عز حسن الدهر مكافأة جراء ثراء اجتهاد , وتمنع ظروف فيعود إلى الصورة يُعمل فيها ابتكاراته تجميلاً وبالتقانة والحاسوب تنفيذاً وبالتجميل عوالم من سفر .. ولا بأس فالأسطورة تقول : إن الفراعنة كانوا يعتقدون إلى التماثيل والرسوم ليستا إلا حالتين كامنتين تنتظران عودة الروح , بشيء من نضارة في محيا , وكياسة في قوام , وهذا حق البحث عن حب الحياة وحفظ النوع , وطول أمد البقاء إلى حين وهذا الأصل لمسعى الإنسان صوب رغائبه في الخلود لكن ما أجمل أن يتوهج المرء نضارة وهو يرى وجهه في مرآة لثوان قبل خروجه من المنزل وهي جامدة فحسب ! بل ما أجمله يبقيه هكذا في مآقي عيون وحرارة وجدان , ووقار عقول كونه جوهر الحياة , وكائنها النوعي ! وهو وعي ” طبق الأصل ” في مقاربة ثقافة الذكاء العاطفي في دلالته النفسية ومرجعيته التربوية ضمن محكات الدراسات والبحوث في معنى النضج العاطفي وسعادة الوعي , وتوكيد البرامج العقلية في محاكاة لغة العصر والحياة فثقافة السلوك إيقاع صورة تعكس صفاتٍ وطباعاً , وحروفاً وكلمات ٍيقصّها الآخرون مضرب مثل و أمثال وهي تسافر على ألسنة الناس بصاحبها , مثلما أضحت اليوم تسافر بمشهديات , متعددة ما بين أشكال تعبيرية و أجناس أدبية عبر الأقمار الصناعية , مثلما كان يرى ” البوذيون” أن الصورة مرحلة انتقال عابرة للمرور إلى ما هو روحي , وإلى شكل آخر من أشكال الحياة وما أروع أسطورة ” زيوس ” التي تقول : إن زيوس استطاع تقليد عنقود العنب ” لدرجة أن الطيور جاءت لتنقر حبات العنقود ” هذا العنقود الذي في قارئة الفنجان هو ثغر يثمل بشهد الرضاب على وقع لظى الوجد , وسرمدية العشق لهفات صوب دنيا المحبوب وكلاهما في وعي الحياة طبق الأصل مثل حال هذا الإبداع في تكامل الفنون ما بين شعر ورسم ونحت وقافية : – وكأنما يأتي لوقع طيرها أن تستقل بنهضها وتطيرا هي الصورة تجسيد لوعي جمالي معرفي فالوجه أجمل بأمارته التعبيرية التي تنبض بمكنونات صاحبه و ” أرسطو ” في كتابة الشعر يؤكد ” من دون الصورة تصبح الحياة الفكرية مستحيلة , فالفكر بحاجة إلى شكل إلى صورة إلى حامل ” لتغدو الصورة في وعينا تصوراً وهكذا ربط “هوبيس ” بين الصورة والفكرة فحفظ كلمات الأشياء يصبح أكثر سهولة عندما ترافقه صورة , والعين منذ الولادة تتعامل مع الصورة , وهذا ديدن الإنسان ومعطى الواقعي وتوكيد لدلالة طبق الأصل مقاربة كل أمر على قدر نسبية كل وعي ومدى كل تطور , وحدس كل إبداع فالصورة الأمضى وقع مضامين تنطق بمكنونات يقرؤها المبدعون إبداعاً , والمفكرون أفكاراً ما بين تناصٍ في وعي بنائي , وإبداع في ابتكار جمالي .
نزار بدّور