دفعت الظروف المعيشية القاسية الكثير من العائلات إلى خيارات أقل تكلفة في ظل ارتفاع الأسعار بشكل مرعب..
ومنها ارتفاع الألبسة (الشتوية والصيفية) بشكل خيالي.. فمنهم من يجد ضالته في محال (البالة) أحيانا حيث تتوفر الملابس بأسعار أقل إلى حد ما ، أو في الأسواق الشعبية للحصول على الملابس والأحذية والكثير من الحاجات الأساسية بتكلفة أقل، في ظل صعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية.. وهناك من وجد في تدوير الملابس أو بيعها مقابل مبالغ لاتتجاوز عدة آلاف حلا بديلا…
والجميع يدرك أن ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة بشكل كبير أدى إلى تزايد إقبال الأسر على إصلاح الملابس القديمة و”ترقيعها” لدى الخياطين في ظل تدني القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من المواطنين.. فمهنة الخياطة عادت للواجهة من جديد وازداد الطلب على إعادة (تدوير وترقيع الألبسة) في الأحياء الشعبية تحديدا لعدم تمكن الكثير من العائلات على مجاراة الأسعار التي تفوق قدرتهم بشكل كبير .
والمفارقة أن مهنة الخياطة (تفصيل الألبسة الجديدة) قد مرت بفترة ابتعد عنها الكثيرون واقتصرت خدماتها على شريحة “ميسوري الحال” لكن خلال السنوات العشر الماضية ازداد إقبال الزبائن على إصلاح ملابسهم القديمة بعد ارتفاع أسعار الملابس الجديدة أضعافاً.. لأن أولويات الحياة لدى المواطنين بات تأمين الطعام والشراب والأدوية بالدرجة الأولى وأي شيء آخر يبقى أحلام مؤجلة ..
للأسف لم يعد ارتفاع أسعار الملابس يقتصر على مواسم الأعياد والمناسبات بل امتد على جميع فصول السنة.. وتبقى عيون المارة أمام واجهات المحال ترقب بحسرة الملابس المعروضة ولهيب أسعارها الكاوية يوقظهم من حلم جميل على واقع معيشي صعب يصعب تجاوزه…
بشرى عنقة