تحية الصباح .. فجأة.. إذا بالشّجر يصرخ!!

اليوم ومنذ أيام، وبشكل انتقاميّ حاقد، من قوى الشرّ والعدوان، على رأسهم أمريكا وإسرائيل والسعودية، و”داعش” و”النّصرة”، والخلايا النّائمة التابعة لهما، هكذا بالفمّ المملوء دماً وقهراً وصراخاً، تنالُ أشجار كثيرات، مثمرة وغير مثمرة، وحقول بديعات، وأحراش غاليات، شرف الشّهادة والاستشهاد”، إلى جانب الأبطال الشّهداء من شباب هذا الوطن،  وهم يقاومون غربانَ الحياة وثعالبها وأفاعيها على مدى سنواتٍ مريرةٍ تسع، ونالوا خلالها شرف الشهادة عن استحقاق وجدارة وكبرياء، وذهبت منهم الأرواح والمُهَج الغالية إلى بارئها، في سبيل أن تبقى “سوريانا” شعلة الإباء التي لا تنطفىء! فهل يترك المجرمون، الملطخة عقولهم وقلوبهم وأيديهم بالسّواد والدّم والدّولار، هذا البلدَ الصامدَ بِحاله ولِحاله، بعد كلّ هذا الكمّ من الإجرام الدّولي المُنظّم؟! إنّ جيوش أبي لهب– منذ أشهر ليست ببعيدة – أصابها نوع من المسّ الأسود، وعاصفة من جنون الحقد والكراهية المُتأصّلين، فأحرقوا بدافع من حقدهم، وإجرام أسيادهم، وبالظروف الجوية الحالية ذاتها، عدداً جمّاً من المحاصيل الزراعية، كالقمح والقطن والشعير، حيث قضت النّيران عليها قضاء مُبرماً، على بكرة أبيها،  وصارت تلك المحاصيل، الغالية على قلوب أصحابها وفلّاحيها المحزونين، وعلى قلوب أبناء الوطن الشّرفاء، إلى هبابٍ أسود حزين، تذروه الرّياح في كلّ اتّجاه، حصل هذا في المناطق الشرقية من أراضي “الجزيرة السورية” كما تُسمّى، ولا يزال الفلاحون البسطاء هناك، يتذكّرون بِحُرقة وألم بالِغَين مع زوجاتهم وأبنائهم متاعبَهم وجهودَهم وأمطارَ العرق المُتصبّب، الذي صرفوه في إنعاش أراضيهم: تعشيباً وِفِلاحَة وبذراً وسقايةً وتسميداً ورشّاً للأدوية الزراعية، حتى إذا استوت قامات المحاصيل، ونضجت مواسمها، وعلَت البسماتُ الشّفاه، واستوطن الفرحُ القلوب، جاءَ جراد الإرهاب المجرم السفّاح، وخفافيش الظلام المأجورون المُرتزقة من كلّ النّواحي والأوكار، ليحرقوا قلوبَ الفلاحين والفلّاحات بآنٍ معاً، وقلوب الوطنيين الأوفياء، داخل سورية وخارجها!

وما يجري اليوم، ومنذ أيام خلت، من حرائق قاسية، وحصار جائر،  لم يكونا مصادفة البتّة بكلّ توكيد، إنّما وقعا بتخطيط وتنسيق مُسبقَين مع دواعش الداخل والخارج، وزبانية “الموساد”، (أفاعي العالَم وثعالبه)، هنا يقول أحد الخبراء بالحرب “النّانونيّة”: (هناك بكلِّ تأكيد مُسيّرات، تحمل كلّ واحدة منها أكثر من لترين اثنين من المواد الحارقة، تطيرُ على ارتفاع منخفض، وتنتقل بتحكّمٍ من خلال الأقمار الصناعيّة، وإنّ هذه الحرائق، قد قام بها شخص أو مجموعة أشخاص، أو  جهة على دراية وعلم وثقافة، كانت تتابع أحوال الطقس بدقّة، وتفهم تماماً طبيعة الظروف الجويّة، التي تساعد فيها الرّياح على حدوث أكبر امتداد للحرائق المُفتعَلة، وهي بذلك تدرك جيداً ما تقوم به وتفعله)!!

ويقول خبير آخر بالأرصاد الجويّة: “عندما تندلع الحرائق وقت الفجر، حيث يكون الضغط الجوي مرتفعاً، وتكون الرياح في أهدأ أوقاتها وسرعاتها، والأجواء باردة نسبيّاً، بالمقارنة مع وقت النهار، وأنّ السرعة الأعلى للرياح تحدث نهاراً وليس ليلاً، مع انخفاض الضغط الجوي، فإنّ هذا كلّه يعني، أنّ مَنِ افتعل الحرائق بكلّ توكيد، كان يعلم مسبقاً، أنّ الرياح ستشتدّ، مع وقت شروق الشمس، وأنّ الوضع سيغدو كارثياً لا محالة، خلال وقت الظهر، مع اشتداد سرعة الرياح الجافّة”، وهذا ما وقع بالفعل..

 إنّ ما حصل “ويحصل” من حرائق، يُعَدّ عملية تخريب كبرى مُمنهجة، تُهدّد الأمن البيئي والاقتصادي والسكني والسياحي لوطننا المقاوم، وهو أمر يُعَدّ بمنزلة “الخيانة العظمى”، وبمثابة “حرب كارثيّة” علينا جميعاً، من النوع الخطير جدّاً، والمؤسف جدّاً، والمؤذي جدّاً، والمرفوض جدّاً، سواء أكان المتسبّب من أعدائنا الخارجيين، أو حتى من خلاياهم النائمة، التي لا تستيقظ إلّا على الإجرام، ولا تحلم إلّا بالأذى والشرّ.. فماذا نحن فاعلون؟ وكيف نستطيع إيقاف هؤلاء الأبالسة المأجورين “المُدَوْلَرِين” عن الاستمرار في عملياتهم الإرهابيّة الشيطانيّة المُتشنّعِة؟ وكيف تستطيع أجهزة الدولة رَدْعهم ومُجابهتهم وسَحْقهم، علماً أنّ الدولة لا تزال تترصّد خطواتهم، وتتابع تحرّكاتهم، في كلّ وقت، وكلّ مكان، للقضاء عليهم قضاءً مُبرماً، طال الزّمن أو  قصر، و “إنّ غداً لِناظِرِهِ قريب”..

يقول أحدهم: مرّة تخيّلتُ أنّي شجرة.. مزدانةٌ بالألق.. سُبحانَ مَنْ خَلق.. الطيور تنامُ على أغصاني بلا وَجَل.. لكنّ الرّيحَ أسقطت ثماريَ الغريبة.. مزّقَتْ أوراقي.. يمّمتُ وجهي نحو الضّوء الطّالع من نهاية القلب”..      

  وجيه حسن

المزيد...
آخر الأخبار