نبض الشارع …أسعار اللحوم.. نار تحت الرماد !

من جديد نعود إلى مشكلة اللحوم الحمراء وتحليق أسعارها ، علّ التكرار يجعل الأسباب واضحة وجلية تطفو على سطح الشعور بغلاء المادة ..
إذ لا تزال هذه اللحوم كالنار تحت الرماد تشتعل في كل لحظة إذا وجدت من يوقدها ، وهي اليوم تشكل حلم المواطن الذي باتت موائده خالية تماماً من لحوم الضأن والعجول يعوض عنها بما تيسر من منتجات الطبيعة النباتية ، ليرسخ في يقينه أن المأكولات النباتية ألذ وأنفع وأكثر صحة لجسم الإنسان على مبدأ الذي لا يستطيع قطف العنب يقول أن طعمه حامض ..
هو حال أفضل بكثير من الإستدانة لشراء كيلو واحد من اللحمة .. إن هذا الغلاء الفاحش يعود حتماً إلى جشع التجار الذين لا يهمهم إلا ملء جيوبهم بما تيسر من جيوب الناس والتي بدورها باتت مثقوبة ، ودون أي اهتمام بالأحوال المادية الصعبة للمواطنين .. ومما يلفت النظر أن هؤلاء التجار يعتبرون أنفسهم ضحايا لجشع التجار الكبار الذين هم المتحكم الأساسي في السوق وجنون الأسعار فيه ، إذ يشترون الذبائح بأسعار مرتفعة وينقلونها ويشفّونها من العظام بتكلفة كبيرة ، ما يجعلهم يلجؤون إلى الغش في بيع اللحوم لتختلط لحوم الضأن بلحوم أنثى العواس وغيرها من لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري ..
ولكن مهما يكن من أمر فإن عدم التزام القصابين بالتسعيرة يشكل عبئاً ثقيلاً يقع على كاهل المستهلك من ذوي الدخل المحدود نظراً لعدم قدرته على شراء اللحمة .. ناهيك عن ارتفاع أسعار السمك الذي لن يعود ليخطر على بال المواطن بأية حال من الأحوال لأنها تضاهي اللحوم الحمراء في أسعارها ..
وهنا يلحّ علينا سؤال متيقظ يهبط على مخيلتنا كظل ثقيل يشوبه نوع من القلق المستكين: لماذا لم تستطع إلى الآن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من ضبط أسعار اللحوم في الأسواق ؟.. ولماذا لا تبذل جهداً أكبر خدمة لأحلام المواطن الذي يتوجب عليه أيضاً تسجيل مشاهداته اليومية والإخبار عن ملاحظاته الدقيقة لاتخاذ الإجراءات المطلوبة والتحفيز لمتابعة قضاياه اليومية وهمومه الحياتية الملحة …

العروبة – عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار