يدفعنا التملي الجمالي واقعا ، وعيا مألوفا أن نستحضر جريان الأمواه سرحا في غدير ماء وسرير نهر يتماوج كل منهما تزفهما سفوح و تتغنى بهما وديان .أكانت أكف تلك الجداول و الغدران و الأنهار مسطحة لا ماء فيها ، وقد قاربها جفاف ، والتمعت فيها صخور ملساء طالما غسلتها كتائب الأمواه مرات مرات نستحضر ذلك واقعا في سرير مجرى انبسط من غير ماء أو كان دفق أمواه بأمواه أو مابين هذا و ذلك/ بلاغة/ على اعتبار ما كان أو يكون . وما أكثر ما نقرأ في وعي الجمال تذوقنا سعة إحساس ، وفيه سداد المنطق دقة تعاضد ما بين ماء ومجرى وضفاف و مصاطب من زروع ، وقد راح كل منهما متعطفا يمضيان مثل سوار إلى سفر بعيد . إنه التلقّي الجمالي ما بين حضور مكان ماهو موجود بالقوة سرير مجرى وبالفعل نبض حياة . فالطبيعة سحرها مساكب ورد ، وعرائش من أدواح ، وأغاريد من خير ، وللإنسان ذاك الجني في مطالع كل الآمال الواعدات على دروب الرجاء . هو ، هذا الألق المتأتي من غنى التلاقي في سعه الحياة حضور وجود في مدارات التكامل هي ثراء وعي المتكلم قيمة مضافة تحقق زهوها طاقة نبوغ إذا ما اتسعت إشراقا في أناقة ذي حذاقة عبر سعة مثاقفة ليغدو السامع اتساق فطنة ما بين مرسل و متلق فبكليهما تترافد ثنائية الطاقة قدرة بالفعل تمليّا عناق نباهة بنباهة إذ لا دلالة منشطرة في أحادية قسمتها لكنها سعة الدلالة في سردية منطقها صوغا في التعبير ، وتكاملا في المضمون ، و تفاعلا في تعليم بالتعلم ومعرفة بمهارة وبكليهما مرجعية بسلوك . هكذا هو الحال في فاعلية الطاقة تيارا بالقوة وتكامل ذلك بالفعل إضاءة مصباح أو دوران مكننة في أداء عمل أيا كان نوعه. فإرادة الطاقة في العافية صحة وحيوية قدرات تمكن صاحبها أداء دور في مسالك الدروب , مهما توعرت فتراها تنبض مجسدة قدراته عبر نتاجات وأعمال ومشاريع ومبادرات ذات سبق في كل أداء نوعي ، وغنى كل قيمة مضافة ما بين إبداع و ابتكار حال سبق عمر عقلي على آخر زمني .سعة ذلك لا دوام في ساعات بل إنجاز في تفاصيل عمل و إنتاج لتصير تلك النتاجات الأميز مثل مبدعيها نقوش وشم على معاصم ، قبضاتها طرقت أبواب الحياة نهوض فتوة مداها الآفاق الرحاب . إنه هذا التلقي المكتنز الوجد في قوافي الحب و الجمال ونداء أكباد لأكباد إن مرت خيالا أو حلما وحسبها مكانة وتكرمة :(يا للطيوف الغريرات المعاطير! ) ضمن طاقة في وجد وفاعلية فعل في وجد ومحبة لتصبح العيون الحور طاقة جذب ، وفي لحاظها إرادة فعل تصرع ذا اللب على قدر ذاك الدفق ، وتلك الصبابة فالبحر الشاسع الذي يخيف بحّارا لكن تلك الأمواج هي تلك اللحاظ فالمراكب ((الشيخ والبحر)) وروايات و للمد من لحاظ وشكوى قواف على مدارج المعلقات و العصور ، و بالتلاقي طاقة هذا بفعل ذاك تتكامل اللوحة هدوة بحر ساكن بوجد مطمئن يسكنه الحنين ولكن ما أصعب نُجل العيون سحرا في مآقيها ! وما أصعب أصعبها إن كانت خرساء لا تبصر! فكم سطوة جمالها دهشة بالطاقة وكم سطوة صدقها مأساة بالفعل ليتكاسل الشعور الدهش وقد فترت كل همة في خبايا الروح تأسيا على سعادة تكامل ما بين حور في جمال ومدى في رؤية . إن هذا التكامل ما بين وجود الأمر بالطاقة و الفعل معا طمأنينة كل سعي صوب كل جمال ما اتسع به الواقع و ازدهى به الخيال , وأشرق فيه الوعي نضارة اخضرار آمال بصفاء كل سمو متساوق حيث العلا فضاء حيوية أنفاس بأنفاس ، منابتها الربا ، و زهوها كل نفح مطيب على أطباق النسمات و ثغور الأقاحي و الورود و شفاه الكلمات حروفا مطالعها ما بين السعادة و الحبور . وجميل أن يتكامل كل جمال إلى جمال فالروض مهما زهت قفر إذا حرمت من جانح رف أو من صادح صدحا.
نزار بدّور