تحث الفصول خطاها ,وترسم على طيلسان مهابتها ملامح فرادتها ,عبر فصل يعقب آخر ,ولكلِّ علاماته الفارقة ,ومابين افترار ثغره مولودا يدرج إلى حيث مسار كينونته امتلاء طقوسية في تلاوين حضوره طبيعة ونتاجات ومناخ وتأثيرات في خواطر وأمزجة , وتعديل في لباس ,وحشد لقدرات في إمكانات محاولة تكيف ,واستبصار واقع إلى كهولة في تخوم لنهاية فصل وبدء آخر,نقرأ في جغرافيا الطبيعة جمال كل فصل ,وروعة كل تحول ,وتناسق كل سابق بلاحق عبر مجرى الزمان بسطة سنة في شهور ,أو عام في أيام ,وحال كل حال ينشد فرح الجمال طمأنينة في مهاد الروح ,وسعادة في طالعات آمال ,وباسقات منى ,وسارحات مرتجى ,ومغانم كل تفصيل في عقلانية كل شمول ينهض في حقول النفس والحياة اغتباط رؤى تتساوق وحذاقة جَلَد في مقارعة صروف , وفظاظة تهويش في تعثر سلوك , أو بعاد عن مسار خطا في استقامة دروب , مابين صواها علامات تومئ إلى كل سداد ورونق الفصول انسكاب مضي في جمال انسياب عبر سبيكة الطبيعة صمت هدوة في مكامن الجمال تمر النسمات المشبعة برذاذ الغيث على وجنات الدنا , سقى وصحارى وربا وشاهقات ذرا , ومدنا وقرى تآخي فطرة في نباهة عفوية متجذرة بصدق المدى وغنى البهاء في محيا وجوه يشعشع من مقارباتها ذاك الثراء الفاضل الناهض سمو نبوغ إنساني لا توعر فيه , ولا انقباض , فتراك تورق سعادة طمأنينة في أكناف هذا التعاضد ,وذاك التراحم , فتقرأ ثقة بثقة , وتتملى بنضارة قيمة وقامة فتقوى بذاتك وبغيرك عبر معمارية هذا (النحن) تشييد مداميك لصروح , فتستريح في خاطرك هاتيك الوجوه قرابة نسب إنسان لإنسان تجاوز مغنما في اسم لمكان قيده زمان إلى حين , لتريح في سعة ذاته مكارم ساميات من أفعال , ورائعات لطائف من أعمال , وغير قليل من فرح معارف وخبرات في مرجعية ذاته التي جلُّ خطاها على جسر من التعب إلى مثل هؤلاء تترافد القيم , ويشمر كل عزم عن ساعديه , وبشموخ هاماتهم في كل مجال , وصعيد وجانب تفرش الحقول ذواتها والدروب فجاجها , والأماكن تشرع نوافذها , والنفوس غاياتها , إذ يكون الحضور كياسة أداء نوعي أميز في ثراء خبرة ومعرفة , وقوة بنيان في مرجعية وتجذر ثقة , ومابين ثقة الذات وسعة الخبرة وفهم الإنسان الرسالة , ورقي السلوك موقفا وعبرة تورق الأعمال أداء وواجبات فيكون التلاقي خير نسب إلى نسب وإنسان إلى عمل وعمل وإنسان إلى إنسان , حيث هو الأبقى في صيرورة الأعمار وسيرورة القيم , لكأنه بذلك يوشي على طيلسانه المطرزات نقوشا , والناعمات خيوطا في نبالة كل تقميش بنيوي الجمال , وإليه يشار بالبنان معلما في مرابع التميز , وسداد المآل فيحث إليه واقع تدفع به ظروف متفائلة من غير كدر , ومابين إجرائية قضاء حال وراحة بال تزدهي فطرة الطبيعة في الإنسان تآخي عفوية صدق صدى لفطرة الطبيعة في انسيابية فصولها جمالا على جمال وعلى آفاق السراب أشرعة صوب المدى تهزج للطبيعة والإنسان تخوم مابين مغانمها والمرتجى ثمة كلمات مجامرها نفح الطيب ونباهة كل صدى .
نزار بدّور