الحديث عن هموم المواطنين بات أهم من أي حديث آخر.. و من المعروف أن بوصلة موادنا التي نتناولها والشكاوى التي نكتب عنها في جريدة العروبة هي المواطن وهمومه ومعاناته… ولكن في كل مرة نكتب فيها تكون أغنية العظيمة فيروز (يا خسارة ما كتبنا)أول ما يخطر في الأذهان ,فقد أريق كثير من الحبر, وإن أحرف لوحات مفاتيح حواسيبنا (محت) من كثرة ما كتبنا وما من مجيب! وكأن كل ما نكتبه ليس إلا دغدغات ندغدغ بها الجهات المعنية التي تأخذ على عاتقها وبسرعة البرق الرد على ما نكتب, و لكن… الرد يكون على الورق فقط وليس على أرض الواقع وكأنه بروتوكول وروتين عمل و أداء واجب لا أكثر ولا أقل, أو أنها (أبر مخدرة) يريدون بها أن نصمت ولا نعاود طرح الهموم والمشاكل.
وإني إذ أكتب هذه الكلمات فلأن الكيل قد طفح ولم يعد هناك من يحتمل تطنيش أصحاب الشأن فيما يعانيه المواطن المغلوب على أمره..فكم من مرة تناولنا مشكلة الخبز السيئ الذي تصنعه و تنتجه أغلبية أفران المحافظة إن لم نقل جميعها (باستثناء بعض الأفران الآلية والاحتياطية) ففي كل يوم ننشر شكوى من هنا ومعاناة من هناك حول الخبز المعجن غير الناضج والذي يتكسر مع ساعات الصباح الأولى ويتعذر لفه (سندويشات )لأطفالنا لتكون زواداتهم في مدارسهم…ناهيك عن أننا نضطر لتناوله وهو على هذه الحال (مجبر أخاك لا بطلا) وما من خيار آخر بعد أن باتت ربطة الخبز السياحي بتلك الحسبة!.. وما يحط العقل بالكف أن حماية المستهلك لا تفتأ تحدثنا عن دوريات على الأفران وتقوم بجولاتها الرقابية اليومية وتقوم بتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين … فأية ضبوط تتحدثون عنها؟ وأية مخالفات تنظمونها؟ فهي إما خلبية أو أنها غير رادعة …لا تقدم ولا تؤخر, وإلا ما تفسير استمرار تصنيع رغيف الخبز بهذه الحالة المزرية وعلى مرأى من تلك الدوريات , حتى بات الجميع مقتنع أن عناصر حماية المستهلك ليس لها من اسمها نصيب, لا بل هي لحماية أصحاب الفعاليات الاقتصادية, و تغض الطرف عن مخالفات واضحة وضوح الشمس…
المواطن يحتاج حلولاً جذرية لا أبراً مسكنة , ويريد أن يلمس نتائج قمع المخالفات لمس اليد وليس مجرد أرقام يتم تسجيلها ورفعها إلى الوزارة لمجرد الاطلاع عليها و تحتفظ بها في أرشيفها.
مها رجب