تضيء الحركة التصحيحية شمعتها الخمسين مكرسة نهجاً نضالياً وإنسانياً ليس لسورية فقط بل للأمة العربية وهدفت لإعلاء القيم الإنسانية التي هي ملك الجماهير على امتداد ساحة الأمة وعملت ومازالت تعمل لتكريس هذا المبدأ لتعميق توثيق الارتباط بين نهج التصحيح والجماهير مترجمة قضاياهم وتطلعاتهم المستقبلية .. لذلك ظلت هذه الحركة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد تتحدث عن نفسها من خلال استمرارية عطاءاتها فكانت نهجاً شعبياً لحملها أماني أبناء الأمة فجسدت باستمرارية مواقفها وأفعالها المتصدية لكل مؤامرات الاستعمار الغربي, فكانت مأثرة تنموية متجددة لبناء سورية الحديثة التي تواكب تطورات العصر.. فسورية تواصل اليوم التصدي لحرب كونية تشن عليها كونها تمثل كينونة الأمة وحصنها الأخير..
لقد أرسى التصحيح حقبة تاريخية مهمة على الصعيد القومي والوطني كونه تجربة رائدة ترك بصماته على مختلف القضايا التي شهدتها سورية والوطن العربي.
لقد جعلتنا الحركة التصحيحية على موعد دائم مع العطاء .. العطاء الذي لا ينسى أن يضع كل شيء في حسابه وهل هناك أجدر بالعطاء من الإنسان والأرض أما الإنسان فكانت بلسماً لجراحه ويقظة في جوارحه عمرته بالحب والمعرفة وعلمته كيف يعمر الوطن بهما .. والأرض أعطتها الكثير وألبستها حللاً قشيبة من الخضرة والنضارة والبهاء وطرزت وشاحها بزينة ولا أجمل تهب الجمال وتصنع الحيوية وتكتب بحروف من الجهد عاش الوطن عاش حماة الديار .
ألم يقل القائد المؤسس حافظ الأسد : (( إن الإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة )) فهذا هو الجوهر الذي يلزم أبناء التصحيح المجيد أن يكونوا القدوة في إنسانية الإنسان بما تعنيه من احترام للفكر والرأي والممارسة الصحيحة في يوميات العطاء الإنساني غير المحدود, وما يسجله السوريون اليوم من تضحيات لتبقى رايات الأمة خفاقة ليس إلا نتاجاً حقيقياً لما زرعته هذه الحركة في النفوس الأبية .
لقد جعل القائد المؤسس حافظ الأسد بين سورية والمجد موعداً وغرس في نفوس الأجيال المتوالية هدفاً وقبل هذا وذاك صنع من حبات القلوب وتألقها عقداً زيّن جبهة الوطن وصدر القادم من الأيام .
إن الحركة التصحيحية التي تضيء اليوم شمعة جديدة ينبعث نورها فيملأ أرجاء الوطن ضياءً وهي أشد عنفواناً وأصلب عوداً وأفضل تجدداً فقد رسخت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد جوهر التصحيح كمبادئ ثابتة في العمل الوطني والقومي ومواصلة نهج التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي عبر الاستمرار في تعزيز عناوين الصمود والتصدي لكل مؤامرات الاستعمار والصهيونية العالمية التي تهدف لمحو الذاكرة العربية من حراك العصر ..
ركزت الحركة التصحيحية على بناء الإنسان وعمقت نهجه الوطني وقيمه الأخلاقية تحت رايات المقاومة ضد أي معتد على وطن يسمو اليوم بتضحيات أبنائه ..
ومع الذكرى يتجدد فينا الأمل بإنجازات أهم وأكبر مستمدين من عبقها جديد العزم والمضاء لتحقيق المزيد والمزيد من الاستقرار والازدهار .. فسورية اليوم هي في عيون الجميع عقد ياسمين وإكليل غار .
بسام عمران