أرست الحركة التصحيحية المباركة التي نحتفل هذا العام بذكراها الخمسين دعائم الدولة الحديثة المرتكزة على البناء المؤسساتي والديمقراطية الشعبية, وأعطت سورية موقعاً مهماً على مختلف الصعد, وجعلتها القلعة المنيعة الوحيدة في مواجهة الأخطار والتحديات التي تتعرض لها الأمة العربية, ورسخت مسيرة البناء الوطني الشامل وعززت نهج مقاومة العدوان بجميع أشكاله, فهذه الحركة نهج مستمر في مواجهة التحديات والتصدي لمحاولات إخضاع إرادتنا وانتهاك استقلالنا وسيادتنا .
خمسون عاماً لم تهدأ حركة التصحيح عن العمل والبذل والعطاء فلم يبق مجال من مجالات الحياة إلا وامتدت إليه يد الخير والبناء محققة انجازات هامة وصروح متعددة في جميع المجالات,وإذا ما أردنا أن نعدد هذه المنجزات ، سنحتاج إلى مجلدات ، لأن العطاءات أكثر وأعظم أن تتسع لها هذه الزاوية.
بهذه المناسبة نؤكد أن الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد شكلت منعطفا حاسما في تاريخ سورية وفجرا وانبعاثا جديدا على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية,وتشير كل المعطيات والوقائع أن ما حققته سورية من تقدم وتطور على مدى السنوات الماضية ما كان ليتم لولا الإنجازات التي حققتها هذه الحركة في بناء القاعدة المادية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية على مستوى الوطن .
تمر الذكرى وثقتنا بجيشنا تزداد ويقيننا بالنصر يترسخ عبر دحر الإرهابيين وداعميهم بدعم وتكاتف من جميع أفراد الشعب السوري وتماسكه والتفافه حول جيشه وقيادته الحكيمة والشجاعة,فجيشنا البطل يخوض اليوم ببسالة معركة الشرف والكرامة ويفشل المخططات الاستعمارية .
إن جيشنا الباسل بتضحيات شهدائه وبطولات رجاله الميامين قادر على مواصلة التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بسيادة الوطن وقدسية ترابه.. عدته في ذلك إيمانه المطلق بالنصر ودعم أبناء شعبنا واحتضانهم ووقوفهم إلى جانبه صفا واحدا في معركة الدفاع عن الوطن.
السوريون يتمثلون اليوم المعاني العظيمة التي تحملها ذكرى التصحيح ويعتبرونها سبيل النصر, فالوحدة الوطنية والإصرار على النصر والقدرة على التضحية وحب الوطن التي جسدها جيشنا البطل في تصديه للإرهاب التكفيري الوهابي أضحت من ابرز عناصر التكوين الثقافي والنفسي لشعبنا الأبي.
السوريون مصممون على متابعة مسيرة التصحيح والعطاء من خلال بذل المزيد من الجهد والعمل ووضع الخطط والبرامج التي تسهم في تطوير القوانين والتشريعات لتلبية متطلبات مرحلة إعادة الإعمار والبناء التي تحتاج إلى تضافر جهود الجميع.
شهدت محافظة حمص بعد قيام الحركة التصحيحية تطورات كبيرة على مختلف الصعد فانتشرت المدارس على امتداد مساحة المحافظة ولا ننسى الصرح العلمي الكبير جامعة البعث إضافة لافتتاح أكثر من جامعة خاصة في المحافظة , ولم يكن الاهتمام بالتعليم والمعرفة السمة الأساسية لبناء الإنسان بل جاء الاهتمام بقطاع الصحة حيث تم رفد المشافي العامة والمراكز الصحية بالكوادر المتخصصة والتجهيزات والتقنيات المتطورة لتقدم كافة الخدمات العلاجية والوقائية للمواطنين مجاناً كما شهدت المحافظة تطورا لافتا بقطاع الخدمات فامتدت عطاءات التصحيح لتشمل كل موقع في المحافظة حيث شبكات الطرق والهاتف والمياه والكهرباء والخدمات الأخرى فتحولت المحافظة إلى ورشة عمل وبناء مستمر تزخر بالانجازات والعطاءات كما حظيت المحافظة بعدد كبير من الشركات والمؤسسات النوعية والمتميزة التي تدعم اقتصادنا الوطني نذكر منها المصفاة والأسمدة والسكر وشركة توليد جندر و الوليد للغزل و”الألبان” والسورية للشبكات وشركة الغاز والشركة العامة للفوسفات والمدينة الصناعية في حسياء التي أصبحت حاضنة للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية وما ذكرناه أعلاه غيض من فيض الانجازات التي تحققت ومازالت تتحقق في جميع المجالات التنموية وعلى كافة الصعد .
سورية شعبا وجيشا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تواصل صمودها الأسطوري في مواجهة كل ما تتعرض له من عدوان وحروب إرهابية وهي أكثر إصرارا على التمسك بمبادئها التي وضعت أسسها الحركة التصحيحية وكرست انجازاتها تضحيات جيشنا الباسل وشعبنا الأبي وصولا إلى تحقيق الانتصار على كل المتآمرين والحاقدين والطامعين.
إن الشعب العربي السوري الذي عرف كيف يدافع عن منجزاته في عهد التصحيح طوال خمسة عقود قادر على الاستمرار في الدفاع عن مكتسباته الوطنية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ,فمهما حشدت قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية من أدوات الرجعية والتكفير والإرهاب سيبقى الشعب هو المنتصر لأنه واجه في تاريخه المعاصر العديد من التحديات والمؤامرات وانتصر عليها جميعا.
إن نظرتنا إلى المستقبل هي نظرة الثقة وحتمية الانتصار على مشاريع الأعداء والطغاة والإيمان بقدرة بواسلنا على مواصلة مسيرة البذل والعطاء تجسيدا لحب الوطن وعمق الانتماء لترابه.
محمد قربيش