حي الزهراء.. كثافة سكانية كبيرة وخدمات متواضعة .. الحــدائق مهملة والشـوارع بحاجـة قميـص اسفلتـي وإنـارة
حي الزهراء من الأحياء التي صمد أهلها وقاطنوها وقاوموا وقدموا الكثير من الشهداء خلال سنوات الحرب القاسية ، وهم مستعدون لتقديم المزيد فداء للوطن ، فهمهم الكبير أن تبقى سورية عزيزة منيعة واحدة موحدة وأن يبقى علمها بعيونه الخضر خفاقا ً شامخاً كشموخ قاسيون …
إلا أن هذا الحي كباقي أحياء حمص لم يلق العناية والاهتمام من الجهات المعنية من الناحية الخدمية وتأهيل البنية التحتية التي تعرضت للكثير من التخريب خلال سنوات الحرب سوى بعض الترقيعات الخجولة التي لا تلبي الطموح ولا تغير من الواقع كثيرا ً .
يعتبر حي الزهراء من أقدم أحياء مدينة حمص ، أما الحدود الإدارية لحي الزهراء فهي من إشارة الزهراء على تقاطع الستين شرقا ً وحتى مقبرة الكتيب غربا ً ومن طريق زيدل جنوبا ً وحتى شارع عدنان المالكي في حي السبيل شمالا ً ، ويبلغ عدد سكان الحي ما يقارب / 24000 / نسمة.
العروبة زارت الحي واطلعت على أهم الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها السكان الذين يقطنون فيه ، والتقت معهم ومع المختار رئيس لجنة الحي مصطفى العبود…
مرة كل ثلاثة أيام
طالب الأهالي بزيادة عدد عمال النظافة بالحي ليتم كنس الشوارع بشكل يومي كون تنظيف الشوارع يتم حاليا كل ثلاثة أيام مرة واحدة مما يؤدي إلى تراكم الأوساخ في الشوارع ، كما بيّن الأهالي أنّ عملية جمع أكياس القمامة من الشوارع تتم في وقت متأخّر مما يعرّضها لعبث الحيوانات الشاردة والتي تقوم بنبش الأكياس وبقاء الفضلات على الأرض مما يهيئ الظرف لانتشار الروائح الكريهة والمزعجة …
بحاجة لتغيير
وعن وضع الشبكة الكهربائية أشاروا إلى انقطاع الأمراس الكهربائية بشكل مستمر وسقوطها على الأرض , وطالبوا باستبدال الأكبال الموجودة بأخرى نحاسية تتحمل الضغط كون الحالية مصنوعة من الألمنيوم .
إنارة الشوارع
أما عن الإنارة في الشوارع فأكدوا بأن هناك بعض الشوارع الفرعية تفتقد للإنارة وهي مظلمة بشكل كامل مما يجعل أهالي الحي عرضة لسرقة منازلهم ,
إنهاء أعمال البنى التحتية
كما طالب الأهالي بالإسراع بردم الحفر الموجودة في شوارع الحي ومد قميص إسفلتي ,كون الكثير من الشوارع تعرضت خلال الحرب لعدد من القذائف ,مما سبب حصول بعض الإنهدامات فيها , إضافة إلى وجود أعمال الحفريات التي قامت بها بعض المؤسسات دون أن تقوم بردمها واعادة مد قميص اسفلتي لتسهيل مرور المشاة والسيارات ما يشكل خطرا ً على الأطفال والمارة خصوصا ً في الليل.
المصارف بحاجة لتعزيل
وأكدوا على أهمية تعزيل المصارف المطرية في الحي خصوصا ً وأنه لم يتم تعزيلها منذ زمن طويل, ومنعا ً لحصول اختناقات وتشكل السيول عند تساقط أمطار غزيرة
أزمة الخبز مستمرة
تحدث الأهالي عن استمرار أزمة الخبز في الحي كونهم يعانون من عدم القدرة على تأمين حاجتهم اليومية من مادة الخبز عبر المعتمدين ,كما طالبوا بتحسين جودة ونوعية رغيف الخبز المنتج من أفران الحي ,وتساءلوا عن موعد افتتاح المخبز الاحتياطي الذي كان من المفترض أن يعمل من بداية الشهر السادس من العام الجاري حسب الوعود .
المازوت بالانتظار
أشار سكان الحي إلى أن عدد كبير جدا ً منهم لم يحصلوا على مخصصاتهم من الدفعة الأولى من مادة المازوت حتى الآن رغم أن عملية التوزيع بدأت منذ ما يقارب الشهرين ,وليس هناك أي وقت محدد لحصولهم على المادة رغم دخولنا فصل الشتاء الذي يبدو أن برده قارس هذا العام ..
أما عن مادة الغاز المنزلي فهو متوفر بشكل جيد في الحي ولا مشاكل تذكر في الحصول عليه باستثناء الأيام الأخيرة التي تشهد فيها المحافظة بشكل عام أزمة خانقة.
تأهيل ساحة الشهداء
طالب الأهالي الجهات المعنية بضرورة العمل على تجميل مدخل حي الزهراء وتأهيل الساحة العامة فيه والتي أطلق عليها اسم ساحة الشهداء مؤخرا ً أسوة بباقي الأحياء كما وطالبوا بإعادة تأهيل الحدائق ,ولا سيما الواقعة عند مدخل الحي من الجهة الغربية قرب باب تدمر والثانية المحاذية للمدارس بسبب تعرضها لما يشبه التصحر نتيجة الإهمال المستمر والعبث فيها …
نقص عدد عمال النظافة
وللاطلاع على واقع الحي أكثر والإجابة على تساؤلات أهالي الحي التقينا مختار ورئيس لجنة حي الزهراء مصطفى العبود الذي قال : يبلغ عدد سكان الحي بحدود /4500/عائلة ويضم ما يقارب /50/ شارعا ً فرعيا ً ..
وبالنسبة لموضوع كنس الشوارع فإنه لا يوجد سوى /90/ عاملا ً في مديرية النظافة موزعين على عشرة أحياء في المدينة, ومن ضمن هذا العدد ما يقارب /15/ مراقبا ً, وبالتالي فإن عدد العمال غير كاف مما يؤدي إلى تأخر كنس الشوارع حيث تتم العملية كل ثلاثة أيام مرة واحدة ..
وأضاف : بالنسبة لعملية جمع القمامة فهي تتأخر بسبب وجود سيارة ضاغطة واحدة للحي فقط مكلّفة بجمع القمامة من شوارع الحي الخمسين ,وفي حال تعطلها من الممكن أن تبقى القمامة متراكمة عدة أيام حتى تأمين سيارة أخرى ..
وطالبنا مجلس مدينة حمص بزيادة عدد عمال النظافة وتأمين سيارة أخرى لتخديم الحي بالشكل الأمثل .
استبدال الأكبال
أما عن وضع الشبكة الكهربائية فقال المختار: طالبنا باستبدال أكبال الكهرباء المصنوعة من الألمنيوم بأخرى نحاسية كون الأولى غير قادرة على تحمل الضغط الزائد على الشبكة خصوصا ً مع قيام الأهالي باستخدام الكهرباء في التدفئة نظرا ً لعدم توفر مادة المازوت عند الغالبية العظمى منهم , وعن إنارة الشوارع قال : يحتاج الحي لتركيب مصابيح على الأعمدة وخصوصا ً في ساحة الزهراء وبعض الشوارع الفرعية مثل الشوارع الواقعة خلف تجمع المدارس وهذه الشوارع تغرق في ظلام دامس …
وفيما يخص الشوارع قال : قدمت لجنة الحي بتقديم العديد من الكتب لمجلس مدينة حمص للقيام بأعمال الترميم والتعبيد أو ترقيع الحفر المنتشرة بكثرة في الشوارع إضافة لوجود انخفاض بمستوى بعض الشوارع «انهدامات» مفاجئة وكثرة الحفريات التي قامت بها بعض المؤسسات الخدمية دون أن تقوم بإعادة ترميمها , وحتى الآن لم يتم الرد على كتبنا ..
وعن موضوع الصرف الصحي قال العبود : إن شبكة الصرف الصحي جيدة في الحي ما عدا شارعين فقط هما جرجس ابراهيم ومصطفى بكري وهما بحاجة لعملية صيانة عاجلة نظرا ً لوجود اختناقات متكررة فيهما.
حاجة ملحة
كما نوّه لوجود حاجة ملحّة لتعزيل المصارف المطرية تحسبا لأي عاصفة طارئة ومنعاً لتشكل السيول خصوصا ً أن حي الزهراء يتوسط عدة أحياء ويعتبر أقل انخفاضا ً منها مما يجعل شبكة الصرف الصحي فيه مركزا ً لتجمع مياه الأمطار المتساقطة على هذه الأحياء وبالتالي تعطل شبكة الحي نتيجة الضغط الكبير عليها .
زيادة المخصصات
في حين قال عن مادة الخبز: لقد قمنا بتجهيز قوائم اسمية وإرسالها لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك تتضمن عدد العائلات في الحي التي لا تستفيد من مادة الخبز التمويني ليتم الاستجرار لها من مخبز الزهراء الجديد الذي هو قيد التنفيذ حيث كان من المفترض حسب الوعود الرسمية أن يبدأ بإنتاج رغيف الخبز مع بداية الشهر السادس ولكن حتى الآن لم يتم البدء بالإنتاج دون معرفة الأسباب ,وعن عدد المعتمدين في الحي بين وجود /22/ معتمدا ً لكن الكمية الممنوحة لهم لا تكفي حاجة الأهالي والسبب هو أن الضغط يزداد خلال الشتاء مع افتتاح المدارس مما يضطر بعض المعتمدين لاستجرار كميات إضافية من بعض الأفران الاحتياطية في الأحياء القريبة.
أما عن المحروقات في الحي فأشار المختار إلى أنه تم توزيع مادة المازوت بكمية /100/ لتر على ما يقارب /2100/ عائلة من عائلات الحي ومازال التوزيع مستمرا ً حسب توفر المادة .
وتحدث المختار عن التضحيات التي قدمها أهالي هذا الحي حيث بلغ عدد الشهداء /275/ شهيدا (مدنياً وعسكرياً) ,ويتم توزيع المعونات على ذويهم حسب توفر المساعدات من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والمؤسسات الحكومية إضافة لوجود عدد كبير من الجرحى تتفاوت نسب إصاباتهم مابين العجز الجزئي و التام.
تأهيل مدخل الحي
أما عن تأهيل مدخل الحي والحدائق فيه بين العبود أنه تم تقديم كتاب لمجلس مدينة حمص لإعادة تأهيل وتوسيع ساحة الزهراء بما يتناسب مع الحي وجماليته وما قدمه من تضحيات والاهتمام بالحدائق الموجودة بالحي وإعادة تركيب المقاعد وزرع المساحات الواسعة التي أصابها ما يشبه التصحر بالأشجار, كون هذه الحدائق تعتبر المتنفّس الوحيد لأهالي الحي..
كما طالب بزيادة عدد الأسرّة في مشفى الباسل ولا سيما في العناية المشددة وزيادة عدد الأطباء الاختصاصيين فيه وإلزامهم بالتواجد في المشفى خلال فترات ما بعد الظهر والمساء نظرا للحاجة الماسة لذلك …
تحقيق وتصوير : يوسف بدور