تنتشر اليوم ظاهرة التسول بشكل كبير والهدف الحصول على المال بأقرب السبل و أسهلها ، إذ نلتقي بمتسولين في مقتبل العمر أي أنهم قادرون على العمل لكنهم استسهلوا طريقة العيش ووجدوها فرصة لجمع المال و ربما الإثراء حتى لو كان الاستجداء بطريقة بشعة و مهينة و مؤلمة لصاحبها و لكن كل ذلك يهون أمام بريق المال و الويل كل الويل لمن يرفض إعطاء السائل فينزل عليه سخطه و شتائمه, و في أحيان أخرى يشعر المواطن بالحرج والحسرة فهو بأمس الحاجة للمبلغ الذي سيدفعه خاصة إذا كان المتسول من ذوي العاهات و المرض و العجز و هذا التسول اضطراري لعدم وجود دخل يؤمن الحاجات الأساسية لأفراد عائلته وسط هذه الظروف الثقيلة الظل . و في هذه الحالة يقع على الجهات المعنية توفير فرص عمل للقادرين والأصحاء جسدياً أو إيصال معونة شهرية للعاجزين و المرضى.
بعض العائلات يقع على عاتقها مسؤولية تفشي ظاهرة التسول المقنّع من خلال تسريب أبنائهم من المدارس ليسرحون في الشوارع يبيعون سلعاً معينة كالعلكة و البسكويت وعلب السجائر و غيرها من المواد الغذائية و أحيانا يجبرون المواطن المار بشرائها رغم عدم الحاجة لها أو يحاولون تقديم خدمات كمسح زجاج السيارات دون طلب من سائق السيارة ليحصلون على بعض المال الذي يساعدهم على شراء علب السجائر أو المعسل و غيرها من حاجات غير ضرورية.
و في جميع الحالات التسول مشكلة منبعها إما الحاجة أو قلة الوعي أو البطالة و هي ظاهرة بشعة جداً يتخللها الكذب و الخداع والظهور بمظاهر تجلب الرثاء “لإبراز” فقرهم وحاجتهم ومن ثم التحايل على الناس الذين يغدق بعضهم المال عليهم إرضاء لعواطفهم و تربيتهم الاجتماعية القويمة .
عفاف حلاس