العنوان البارز هذه الأيام في أسواقنا التي تسير “خبط عشواء ” هو فوضى الأسعار, ولمختلف المواد والسلع المعروضة , الغذائية وغير الغذائية , والمشكلة أنك أنت المستهلك تفاجأ في كل يوم بأسعار جديدة للمادة المعروضة طبعا ً الجديد هو الارتفاع التصاعدي في السعر وعدم الاستقرار عند حد معين ، مع أن دخلك ثابت متشبث بمكانه لاحراك فيه خاصة ذوي الدخل المحدود الذين أصيبوا بحالة ذهول وحيرة شديدة لهول مايحدث ، والأنكى من ذلك أنك عندما تسأل صاحب المحل أو البضاعة عن سبب زيادة سعر المادة بين ليلة وضحاها يأتيك الجواب مباشرة ” سعر الصرف اليوم طالع ” فهل يعقل أن نصل إلى هذه الحالة من عدم القدرة على ضبط حركة أسواقنا والالتزام بأسعار محددة ومعقولة .؟.؟
للأسف الشديد أن الأسعار الحالية تطبق على أنفاس المواطن حتى يكاد لاحراك له ودون أدنى إحساس بوضعه المعاشي الخانق الذي يكاد لايسد الرمق والغريب في الأمر أن دخله جامد بمكانه على عكس المواد والسلع التي ترتفع يوميا ً بشكل جنوني !
جهات متعددة معنية بضبط الأسواق وتحديد الأسعار ولكن على مايبدو أنها نائمة هذه الأيام وكأنها غير معنية بما يحدث للمواطن الذي لاحول ولاقوة له ، والسؤال هنا هل وصلنا لحالة من العجز في ضبط أسواقنا ووضع عجلتها على الطريق الصحيح؟.
لابد من البحث بشكل جدي عن إجراءات ناجعة لضبط الأسواق والأسعار لأن الأمر وصل لمرحلة لاتطاق ، والعمل بمبدأ المحاسبة الرادعة لكل مقصر أو متلاعب بقوت المواطن ولتطال المحاسبة الجهات المعنية المقصرة والتجار وأعوانهم في نفس الوقت .
الشيء المحزن أن المستهلك وفي كثير من الأحيان مضطر لشراء المواد والحاجات الأساسية وبالأسعار المعروضة ولايستطيع فعل شيء ولسان حاله يقول :” لأشتريها اليوم أفضل من الغد لأنه في الغد السعر أعلى ” .
غريب عجيب مايحدث في أسواقنا يكاد لايصدق فالأسعار تسير دون حسيب أو رقيب أو حتى مقياس أو ضابط ، والسؤال متى تستيقظ الجهات المعنية من غفوتها وتؤدي مهامها وتقوم بواجبها أم كعادتها ستبقى تكتفي بالجولات المكوكية الاستعراضية والضبوط والمصادرات التي تعد على الأصابع و ” لاتغني ولاتسمن من جوع ” .
محمود الشاعر