لم تعد حدائق المدينة وهي على هذا الحال المزري تشكل متنفساً للأهالي فهي تستغيث من شدة الإهمال ,.ولا يقتصر الأمر على الإهمال سواء من ناحية إنارتها أو صيانة و تبديل المقاعد المكسرة التي لا تنفع ! أو بمكافحة القوارض والجرذان التي تصول وتجول فيها وعلى مرأى من مرتادي الحدائق في وضح النهار ,ولا تستغيث لأنها باتت قاحلة لا ورود فيها وأن أشجارها بحاجة لتقليم أغصانها المتدلية أو لأن النظافة شبه معدومة فيها , و….و….الخ من صور ومشاهد الإهمال التي يلمسها المواطن لمس اليد وبخاصة في الأحياء الشعبية وقد يتقبل المواطن بعض ذلك الإهمال على مضض… والمشكلة لا تكمن بالإهمال الذي اعتاد عليه المواطن بشكل أو بآخر وقد أصابه الملل وهو يشتكي ولكن ما من مجيب , أما أن تصبح تلك الحدائق مكاناً لاستعراض الحركات البهلوانية للدراجات النارية والتي يقودها بتهور فتيان طائشون داخل الحديقة مسببين الرعب للأهالي ولأطفالهم الذين وجدوا في تلك الحدائق ملاذاً ومكاناً آمناً من السيارات التي تسبب الكثير من الحوادث فإن هذا لا يتقبله عقل ,ونحن نؤكد أن مجرد وجود الدراجات النارية داخل الحديقة مخالفة صارخة ,ويمكننا القول بالفم الملآن:(طفح الكيل) !؟ وإن حديقة المهاجرين خير مثال …وهذه الظاهرة الخطرة بحاجة لمعالجة فورية وقمع ,فإذا كانت الدراجات النارية ممنوعة من المرور في شوارع المدينة ,فهل يعقل أن تكون الحدائق مسرحاً لها ولسائقيها المتهورين!؟ ,والخوف هو أن تغض الجهات المعنية نظرها عن هذه المخالفة الصارخة مثلما تغض الطرف عن مخالفة مرورها في شوارع المدينة رغم الحوادث الكثيرة التي وقعت وإذا كان الأمر كذلك فهنا الطامة الكبرى!
مها رجب