نفاجأ .. نندهش .. نصاب بالحزن والاكتئاب حين يأتينا خبر وفاة عزيز أو صديق والذين تتزايد أعدادهم اليوم بسبب وباء كورونا وغيره من الأمراض نقرأ نعواتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لنغرق في حزن متكرر يومي لأننا فقدناهم ونخاف على أنفسنا التي لا بد ذائقة المرض والموت يوماً . كل ذلك في ظل حياة صعبة ما زال فيها أشخاص انعدمت من نفوسهم الرحمة .. نتورط بقراءة قصصهم المؤلمة رغماً عنا فذاك مراهق يقتل امرأة سبعينية أحسنت إليه ولأسرته ليسرق أموالها وجوالها الثمين ، وحش كاسر آخر يقتل طفلة ويغتصبها ومن ثم يحرق جثتها وآخر و آخر و آخر … نحاول الهروب من قراءة القصة الموجعة ولكن رغماً عنا نبقى مستمرين لمتابعة المشهد المؤلم ..
أحياناً نعود إلى حياتنا الاعتيادية نركب المستحيل للنسيان والتخفيف عن أنفسنا ربما لتعلقنا بالحياة رغم قساوتها وما فيها من علاقات اجتماعية..
نريد أن نعيش لأجلهم ، هم أهلنا ، إخوتنا ، وأبناؤنا ، أقاربنا ، جيراننا هم من يعيدون النبض إلى عروقنا …
نريد أن نبتعد , أن نرتقي بأرواحنا , نبتعد عن كل ما يضرب أوتار قلوبنا من أخبار موجعة .. لأن الإنسان كلما تقدمت به السنون وتوغلت فيه الأيام يحس أكثر بمواجع الناس ويشعر بالألم لمشاهد الموت , ويفكر أكثر بنزيف الحزن في كل مكان على أرض بلاده, فالزمان غادر يأتي كل يوم محملاً بالعجائب ليترك في نفوسنا اللوعات والمآسي .
ومع ذلك ننهض .. نحاول رأب الصدع الذي شرخ نفوسنا وشتتها وقطع أوصال سعادتنا , لأننا في النهاية نكتشف أن الحزن والأسى ما هما إلا قسوة يفرضهما المرء على نفسه ولا يجني من ورائها إلا الهباء والمرض وقلة الحيلة .
عفاف حلاس