«صدد» تعاني ضعف التيار الكهربائي وقلة المواصلات .. بعض الشوارع ترابية و الباقي بحاجة لمد قميص اسفلتي

يعتبر اسم صدد من الأسماء السامية، ويعتقد أن معنى الاسم باللغة الآرامية جانب الجبل، وهو عبارة عن موقع يحكى بأنّه كان عبارة عن برجٍ يقع على الحدود الكنعانية الشمالية، وهذه هي التسمية الجغرافية للمدينة.
ويقال بأن معنى الاسم هو الجوهرة الثمينة، وتعتبر هذه التسمية التجارية لها,  يوجد فيها أقدم ثانوية في المحافظات السورية، وقد تمّ إنشاؤها عام 1962م، وتشهد البلدة العديد من النشاطات الترفيهية والثقافية، ومن أهمها «مهرجان صدد العراقة», ويتمّ خلال هذا المهرجان تسليط الضوء على معالم البلدة وتاريخها العريق.
كما تضم رفات الشاعر العربي أبو فراس الحمداني، وقد نقل رفاته منذ عدة سنوات إلى مدينة حمص.

ويرجع تاريخ البلدة الفعلي إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن أهم الشواهد الأثرية التي تمّ العثور عليها هناك في المنطقة: القبور أو النواويس الواقعة إلى الشمال الغربي من صدد، وتحديداً في منطقة عمرو التي تسمى الدير بالسريانية، وقد كان يطلق على الدير قديماً اسم «مار ماما»، والذي كان بمثابة كاتدرائية يتم فيها تخريج أساقفة الرهبان، وقد اندثر هذا الدير عام 1715م، و عثر فيه على عدد من التوابيت الحجرية لمشاهير وعظماء كان لهم أثر في تاريخ المنطقة, تمكنت البعثات الأثرية إلى البلدة من الكشف عن معبدِ وثني يعود لإله الآراميين (حدد) ويعود تاريخه إلى الأعوام ما قبل ميلاد المسيح، وكان هذا المعبد يقع بعيداً عن العمران بين الحقول والبساتين، حيث كان يعتقد بأنّه كان معبداً لآلهة الخصب، وتم بناؤه على عدة مراحل، المرحلة الأولى كانت بناء الهيكل والذي كان عبارة عن قبة عالية بُنيت من حجارة كبيرة، وقد كانت عريضة الجُدران تأخذ شكل الدائرة، وقد تحول فيما بعد إلى كنيسة، أما المرحلة الثانية فقد بُنيت بأعمدة ضخمة ومجموعة من الأقواس التي تشكل في النهاية سقفاً معقوداً من الحجارة، بينما كانت المرحلة الثالثة والأخيرة من خلال إنشاء عدد من القناطر من جنوب المعبد إلى شماله مع سقفٍ خشبي ينتهي بفتحة تطلُ على الغرب وهي باب الكنيسة، وقد تم بناء كنيسة (مار جرجس أو كنيسة الخضر) على أنقاض هذا المعبد، ولا تزال الكنيسة موجودة حتى اليوم, وهناك برجٌ رومانيٌ قديم شُيد لمراقبة القوافل التجارية، ويبلغ ارتفاعه 22 متراً، ويتألف هذا البرج من عدة طبقات، وقد تم تشييده من أحجار كبيرة مكعبة من الكلس.
زرنا بلدة صدد والتقينا الأهالي ورئيس البلدية الدكتور ثائر قسطون لمعرفة الواقع الخدمي لتلك البلدة ذات التاريخ العريق والتي يحتاج أهلها الى توفر المزيد من الخدمات …
يبلغ عدد سكان صدد 17 ألف نسمة ومساحة المخطط التنظيمي (525) هكتارا , وتبعد عن مدينة حمص حوالي 60 كم , ويوجد فيها العديد من أبناء البلدة المغتربين والذين يساهمون إلى حد كبير في تأمين الخدمات للبلدة «على حد قول الأهالي ورئيس البلدية» ويتبع للبلدية قرية الحفر ويبلغ عدد سكانها 3200 نسمة ومساحة المخطط التنظيمي لها 160 هكتارا …

ضعف التيار
أشار رئيس البلدية إلى أن شبكة الكهرباء في البلدة قديمة وهي تحتاج إلى صيانة باستمرار كون جزء من الأمراس نحاسي  والجزء الآخر من الألمنيوم  وقد ساء حال الشبكة خلال سنوات الحرب نتيجة لتعرضها للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة , والبلدة تعاني من ضعف التيار الكهربائي والإنقطاعات المتكررة, كما أن منطقة التوسع «في الجهتين الشرقية والغربية للبلدة «الكهرباء فيها سيئة ولا تصل قاطنيها بشكل جيد»  ..
وأضاف : أجهزة الإنارة الموجودة تحتاج لصيانة باستمرار نتيجة لقدمها , إضافة لضرورة وجود قواطع  كهربائية.
 
تكفي الحاجة
شبكة الهاتف الموجودة قسم منها أرضي والآخر هوائي وهي تغطي حاجة القرية ولا مشاكل تذكر وتمنى الأهالي زيادة عدد بوابات الإنترنت المخصصة للبلدة  .

اختناقات متكررة  
أشار رئيس البلدية إلى أن شبكة الصرف الصحي قديمة و  تعاني من الإختناقات المتكررة نتيجة قدمها , وهي بحاجة إلى توسيع لتشمل كافة المنازل , خاصة وأن هناك بعض الأهالي يعتمدون على الحفر الفنية حتى الآن , و سيتم لحظ شبكة الصرف الصحي ضمن خطة العام القادم  ..

شوارع ترابية
شوارع صدد تعبيدها قديم وباتت لا تصلح لمرور السيارات وحتى المشاة عليها وتحتاج لمد قميص اسفلتي جديد خاصة وأنها تعرضت خلال سنوات الحرب لمرور السيارات الثقيلة عليها مما جعلها بحاجة لصيانة مستعجلة , ناهيك عن وجود شوارع ترابية حتى الآن , ونوه رئيس البلدية أنه تم لحظ تلك الشوارع وإنهاء الدراسة الخاصة بها لتوضع ضمن خطة عام 2019 .

الغاز متوفر
يوجد في البلدة أكثر من معتمد يقومون بتوزيع اسطوانات الغاز على الأهالي , والمادة متوفرة الا خلال الأيام القليلة الماضية والأزمة الخانقة التي تمر بها المحافظة بشكل عام .
آلات حديثة
في صدد مخبز مجهز بآلات حديثة , وأشار رئيس البلدية أنه تمت صيانة المخبز و استبدال معدات الخط القديم بأجهزة حديثة , ونوعية الخبز جيدة ..

خارج خط المطر  
تصنف بلدة صدد خارج خط المطر كما نوه الدكتور قسطون , وحاليا ومع تغير المناخ وازدياد كمية الأمطار خلال السنوات الماضية ووجود سيل وادي الحصى في الجهة الشرقية نتمنى «الحديث مازال له» لو يتم إقامة سد وبالتالي استغلال كل كميات المياه التي تمر بالبلدة , والعودة إلى زراعة الأراضي من قبل الأهالي ..
واقع النظافة
يتم جمع وترحيل القمامة  كل يومين إلى المكب الذي يبعد عن القرية حوالي 5ر2 كم , ويطالب الأهالي بسيارة ضاغطة كون الجرارين الموجودين حالتهما الفنية سيئة حيث يضطر عمال النظافة لقطع مسافات طويلة خلال عملهم نتيجة لطبيعة المنطقة الصحراوية , كما يطالبون باستبدال الحاويات وبرش المبيدات الحشرية.
نقص الكادر التدريسي
يوجد في البلدة مدرستان ابتدائيتان وإعدادية وثانوية , واشتكى أهالي الطلاب من نقص الكادر التدريسي للمرحلة الثانوية مما ينعكس على سير العملية التعليمية للطلاب , وتتم الاستعانة بالمدرسين الوكلاء , وأوضح رئيس البلدية أن صدد تعاني من نزيف هجرة منها الى المدينة بعدما كانت تتميز بوجود الكثير من الطلاب الحاملين للشهادات الجامعية والذين يقومون بتدريس طلاب القرية والقرى المجاورة ..وتمنوا رفد المدرسة الثانوية بالكادر التدريسي المناسب ..

بحاجة لسيارة إسعاف
يوجد مشفى في البلدة يخدم الأهالي بالعديد من الخدمات الطبية وفيه بعض الاختصاصات «داخلية وجراحة» , الدكتورة سعاد شالوحة مديرة المشفى  قالت : يوجد في المشفى جهاز كلية صناعية وتصوير شعاعي ومخبر تحاليل ونحتاج لسيارة إسعاف وجهاز ايكو ومستخدمين , وطالب الأهالي بزيادة عدد الأطباء ليشمل كافة الاختصاصات إضافة الى التجهيزات الطبية الضرورية .
ويوجد أيضا مركز صحي يقدم بعض الخدمات الإسعافية والطبية أيضا .

زيادة عدد المضخات
شبكة المياه قديمة , ومصدر مياه الشرب من حسياء , وأشار رئيس البلدية إلى أنهم يعانون من قلة مياه الشرب نتيجة لتعرض خط التغذية للاعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية وحاجته للتبديل من خلال مسار جديد يمر من خارج بلدة حسياء إضافة لضرورة اصلاح المضخة الثالثة ووجود مضخة رابعة لزيادة الضخ حتى تصل المياه لجميع الأهالي , كما أن  خزان المياه الذي تعرض خلال الحرب للتصدع بحاجة لاستبدال .

الوحدة الإرشادية
رئيس الوحدة الإرشادية عزيز فتالة قال : تقوم الوحدة الإرشادية بتقديم الإرشادات الزراعية للفلاحين إضافة إلى متابعة تنفيذ الخطط الزراعية .

المواصلات قليلة
اشتكى الأهالي من قلة عدد السرافيس العاملة على خط صدد – حمص , وأشار رئيس البلدية إلى وجود أربع سرافيس تعمل على هذا الخط فقط بالرغم من أن عدد المسجلين على الخط كبير ويقوم أصحاب تلك السرافيس بالعمل في أماكن أخرى, وهناك أربع ميكروباصات تعمل على خط صدد – دمشق , مشيرا إلى معاناة الطلاب والموظفين من أهالي القرية بالوصول يوميا إلى أماكن عملهم وجامعاتهم .
أخيرا
مطالب محقة عرضها أهالي صدد ويأملون من الجهات المعنية مساعدتهم في تأمينها أسوة ببعض القرى التي تتوفر فيها الخدمات , خاصة فيما يتعلق بالمواصلات والخدمات الطبية الضرورية …
بشرى عنقة
ت : الحوراني

المزيد...
آخر الأخبار