نقطة على السطر… كبار السن … آباؤنا.. أمهاتنا

 لم تنصفها الحياة ،  رغم أنها  شقت عباب الحياة وكافحت لتربي أبناءها ، اصطدمت بالعواصف والأهوال بما حملته من خبرة الصبر ونبل الرسالة وكانت مثالاً للأم التي تتربع على منصة الشرف  لما لاقته من كدّ عنيد وكدح مضن..

شوهدت  على باب أحد المشافي تلتقط كمامة عن الأرض وتضعها على وجهها وعندما نبهها إلى الخطر الكامن في تلك الكمامة قالت لا أملك نقوداً  والكادر التمريضي لايدخلني إلى المشفى اذا لم أضع كمامة ، ليأتي السؤال ترى أين أبناؤها الذين كبرتهم وعلمتهم ؟!! لما لا يأتون معها إلى المشفى إذ هي اليوم بأمس الحاجة إلى لملمة جراحاتها وتخفيف الوجع والألم الذين عصفا بصحتها..

 هي كما غيرها من كبار السن الذين نسيهم الزمن على عتبات الحاجة ، هم آباؤنا و أمهاتنا الذين من واجبنا أن نحتضنهم لا أن نرميهم في منعرجات الحياة وصعوباتها ، وعلى الجهات المعنية أن ترعى المسنين فهل هذا ما يحدث فعلاً؟

إذا كان عدد منهم ينعم بدفء الحياة المنزلية ، فإن عدداً آخر متروك لعزلته دون رعاية بلا دعم مادي أو معنوي ، في حين يلجأ البعض إلى دور  المسنين مكرهين وهو الخيار الأكثر أماناً ورحمة من ظلم ذوي القربى ، فكم من مرة سمعنا بعجوز قضى في منزله وحيداً لم يعرف بموته إلا بعد مرور أسابيع على وفاته وكم من مرة علمنا بموت أحد المسنين قهراً نتيجة المعاناة التي يعيشها ضمن عائلته .

لذلك يبقى دور العائلة هو الأهم لأن الأسرة وإن عجزت عن تأمين الدعم المادي اللائق والكافي لمسنيها فيكفي إحاطتهم بالرعاية والمحبة لكي تمنحهم الحافز الضروري للاستمرار والعطاء في حدوده الدنيا ..

 عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار