تحية الصباح …قالوا عنها …!!

على الرغم من إعجابي به وبمؤلفه الكبير ” معجم البلدان ” فإن الود شبه مفقود بيني وبين ياقوت الحموي ، المؤرخ الشهير (القرن الثالث عشرالميلادي ).أقدر ولعه الشديد بمدينته

 (حماة ) التي أعطته لقبه . غير أن ما ذكره عن مدينتنا (حمص ) يجافي الحقيقة تماماً. فهو يقول عن حمص ( من عجيب ما تأملته من أمر حمص هو فساد هوائها وتربتها ….الخ).

وهذا القول ربما يشتم منه روح التعصب لمدينته حماة التي هي قرينة حمص . وعلى العكس مما قاله ياقوت فإن كل المؤرخين والرحالة كتبوا كلاماً جميلاً ومبهجاً عن حمص .

فقد قال المؤرخ الأصطرخي ( القرن العاشر الميلادي ) :

( مدينة حمص من أصح بلدان الشام هواءً وتربة ً . في أهلها جمال مفرط وليس بها عقارب ولا حيّات ، وفيها مياه و زروع وأشجار كثيرة ) . اما المؤرخ ابن حوقل ( القرن العاشر الميلادي)

فقال في حمص 🙁 فيها قلعة متعالية على البلد ، ترى من الخارج . والأسعار بها رخيصة وهي عامرة بالناس والمسافرين الذين يقصدونها بالأمتعة والبضائع ، وأسواقها قائمة ومسرات أهلها دائمة.

 ويقول الإدريسي ( 1100- 1165م):( فيها نهر الأرنط ( العاصي ) المسمى بالمقلوب لأنه يجري عكس الأنهار. بساتينها عامرة بالفاكهة ، و زروعها تكتفي بالقليل من المطر …).

غير أن ما قاله ابن جبير ( القرن الحادي عشر الميلادي )  لافت للنظر : ( حمص فسيحة الساحة ، مستطيلة المساحة ، فيها نظافة وملاحة ، هواؤها رطب ونسيمها ميمون ، مرصوص بناؤها بالحجارة السود.

وابن بطوطة الذي مرّ في رحلته بحمص ( القرن الرابع الميلادي ) يقول: إن ( حمص نهرها متدفق وأسواقها فسيحة وجامعها متميز الحسن ، وفي وسطه بركة ماء – ولعله يقصد الجامع النوري الكبير ) .

ومن يبحث عن اسم ( حمص ) في المؤلفات القديمة يعثر على أن الاسم جاء من ( أميسا ) . بيد أن هذا الرأي محمول على الظن لأنه اسم يوناني . والمدينة ليست يونانية الأصل وحمص أقدم عهداً من اليونان والأرجح هو أن حمص بناها رجل اسمه ( حمص بن المهر بن جان مكنف ) وقيل ( حمص بن مكنف العميلقي ) وهذا ما يرجحه أكثر المؤرخين والاسم ( حمص) مشتق من الحماس ومعنى الاسم بالآرامية ( مدينة الأقوياء )  على رأي بعض المؤرخين والكلمة

 ( حمص ) تعني أيضاً بالآرامية ( الأرض المنبسطة ).

نترك المؤرخين وما قالوه عن حمص و نقول :

هي مدينة تأخذ لبّك ، تتحرى وتبحث عنها في صفحات التاريخ ، فتزداد عشقاً لها والتصاقاً بها.

يأتي إليها المسافر العابر ، فيجذبه جمالها وعذوبة هوائها . فيقيم فيها …!!.

كانت مملكة في العصور السالفة ، ثم صارت جنداً ( جمعها أجناد ) بعد الفتح الإسلامي ، وصارت قائمقامية ثم .. محافظة . هي في قلب سورية . وسورية قلب العالم .

على مرّ الزمن ، وتعاقب العصور ، تبقى حمص مدينة الجمال والموقع المتميز وعقدة مواصلات هامة … فهل يعود لحمص نقاء مائها وطيبة هوائها .. كما قال المؤرخون ؟!!.  

عيسى إسماعيل

 

             

المزيد...
آخر الأخبار