لغتنا في يومها العالمي …

بمناسبة اليوم العالمي للغتنا العربية نستذكر بكل فخر و اعتزاز لغة الضاد ، هويتنا , اللغة المقاومة التي تعرضت و عبر التاريخ القديم و الجديد  لهجمات استعمارية شرسة بهدف النيل منها وبالتالي النيل من الأمة العربية جمعاء من خلال فك الرابط الحقيقي الذي يجمع أبناء الأمة العربية و إبعاده عن مساره الصحيح فراح الأعداء الذين أدركوا أهمية لغتنا في توحيد صفوفنا ممارسة مختلف الوسائل في محاربتها بهدف إضعافها و الحد من قوتها و انتشارها وبدا ذلك واضحا من خلال العمل على إدخال الألفاظ و التعابير الهجينة لتشجيع استخدام اللهجات العامية التي تسيء أيضا لجوهر اللغة و السؤال الذي يطرح نفسه ماذا فعلنا من أجل الحفاظ على هويتنا و رابطنا الحقيقي و هو لغتنا ؟

لا شك أننا لا نزال مقصرين بحق لغة الضاد و لا تزال الإجراءات المتخذة في هذا المجال خجولة لا تفي بالغرض المطلوب أمام الأخطاء و التشوه الكبير الذي طال لغتنا و نحن نقف عاجزين عن فعل أي شيء ينقذها !!

لقد تم تشكيل العديد من اللجان بهدف التمكين للغة و بذلت هذه الأخيرة جهوداً كثيرة لكن في حقيقة الأمر اتخذت العديد من الإجراءات الروتينية المكررة و التي نستطيع أن نقول عنها إنها نظرية و ليست عملية و “على الورق”   و “لا تسمن و لا تغني ” و لم يتم تطبيقها على أرض الواقع .

للأسف الشديد إن الحرب على لغتنا العربية من كل حدب و صوب و يبدو المرض الذي طالها واضحا و نحن لا حول و لا قوة لنا أمام ما يحدث لها و الوهن و الضعف أصبح يطال حتى من يدرس هذه اللغة و يحصل على الإجازة الجامعية اختصاص لغة العربية.   

كل ذلك من المؤشرات الخطيرة التي تدق ناقوس الخطر و التي يجب التوقف عندها و دراستها لوضع الحلول التي من شأنها وقف انحدار لغتنا و بالتالي الحفاظ عليها و من المؤسف أن اللغات الأخرى  غدت تنافس لغتنا في مناهجنا الدراسية التي أصبحت تدرس على حساب حصص اللغة العربية فهل يعقل أن تدخل في مناهجنا الدراسية و منذ المراحل الدراسية الأولى لغتان أجنبيتان كل ذلك على حساب تمكين الجيل من لغته الأم أليس من الأجدى الاستفادة من الوقت والحصص المخصصة للغات الأجنبية وتوظيفه للغتنا العربية لغة الضاد.

لغتنا مصدر قوتنا و عنوان وجودنا يجب أن تنال جل اهتمامنا و متابعاتنا و على أعلى المستويات من خلال وضع خطط إستراتيجية مدروسة و فعالة من شأنها المساهمة في الحفاظ عليها لأن ضعفها في النهاية يؤدي لضعفنا و ضياعنا  .

محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار