في مرحلة معينة من مراحل عمرنا نحتاج من يعيننا في الكشف عن مواجعنا وأفكارنا وهمومنا وما يعتمل في صدورنا ، ففي أعماق قلوبنا الكثير مما يتطلب البوح طلباً للتنفيس عن صعوبة العيش والذي تتسرب فيه أعمارنا من بين يدينا دون أن نعيشها بالشكل الصحيح والملائم والمثالي في ظل عوامل نفسية واجتماعية تتصف بالتوتر والإرهاق نتيجة الضغوط المادية أو الصحية التي نمر بها اليوم مما يتطلب منا العزلة الاجتماعية أو إتباع نمط حياة خامل هو أكثر سوءاً بالنسبة للصحة.
فمع التقدم في العمر تظهر لدى الإنسان مخاوف كثيرة من التغيرات الجسدية والنفسية ينظر إليها بأعين متربصة متوجسة, إضافة إلى الشعور بالملل والروتين الذي يتغلغل في مسام الروح والذي لابد من كسره بكل الوسائل حتى لا يجعل شريط الندم والتفكير السوداوي يعمل .. ربما نندم على بعض أخطاء ارتكبناها رغماً عنا في الماضي البعيد والقريب أو اتخذنا قرارات حياتية غير صائبة لنرضي الآخرين ونسكت ألسنتهم ونلبس أقنعة غير راضين عنها تمنعنا من العيش بشفافية ومرونة دون الاختناق في خندق ” التقاليد الاجتماعية.
كثير من الناس قد يصلون إلى سن الأربعين وربما الخمسين ولديهم إحساس أنهم لم ينجزوا أشياء مهمة على الرغم من طموحهم وسعيهم الدائم خلال حياتهم ساعين لرفع مستوى معيشتهم وتأمين السكن لهم ولأولادهم وتعليمهم وتحقيق أحلامهم الشخصية والمهنية ، لكن يظل التفاؤل درعنا الواقي الذي يحمينا من مخاوفنا وربما يكون المعين على جلب السعادة المنتظرة والتي ربما تنتصر على صراعنا المرير مع الواقع الذي استنفذ كل ما في طاقتنا للتحمل .
عفاف حلاس