الباحثة في العلوم – علم الكائنات الحية – لبنى حسين عبد الله الهاشمي ، من مدينة حمص نالت عدة جوائز عن بحوثها المبتكرة في هذا المجال . وهي تحضر لنيل درجة الدكتوراه في العلوم في جامعة دمشق .. وكتابها ( مفتاح شيفرة الكون ) من الكتب الهامة جداً في مجال البحث في نشأة الحياة على سطح الأرض .
وبين دفتي الكتاب زوبعة من الأسئلة التي أرادت المؤلفة بأسلوب رشيق ومتجدد إثارتها لتجعل من قراءتها متعة وانتظاراً لحقيقة قائمة هي الحياة والكون ، مستعرضة في مسيرتها البحثية الممتعة قصة الكون انطلاقاً من دراسة آلية عمل الدفاع لدى الأحياء ، بما تتضمنه هذه العبارة من مصطلحات .
فجاء الكتاب يحمل مقدمة طرحت خلالها الكاتبة دراسة الكائنات الحية وارتباط الذكاء بالدفاع لدى الجراثيم التي لاتمتلك دفاعاً . والنباتات الذكية التي لا تمتلك أدمغة او خلايا عصبية ثم جاء طرح السؤال بصيغة أخرى ( هل الدماغ هو المسؤول الأول والأساسي عن التفكير ؟! وترى أن العصبونات المكونة للدماغ التي تقدر بمليارات الأعداد ماهي إلا مسارات ناقلة للإشارات الكهربائية التي تصل لجسم الكائن الحي المتطور بالحجم من خارج جسمه عن طريق إشعاعات الفضاء الخارجي، وتقدر هذه العصبونات بعشرات البلايين عندما يكون حجم الكائن الحي ضخماً لضمان مساحة مرور أكبر ، بينما تختفي وتتلاشى هذه الممرات لدى الكائنات الصغيرة والمجهرية .
ومن هنا فإنه لا علاقة لحجم دماغ الكائن الحي بقدرته على التفكير أو تمتعه بالذكاء فكلنا يعلم أن مساحة الدماغ الإجمالية لا تتكون فقط من باحات أو فصوص أو مناطق مسؤولة عن الذكاء والتفكير فقط ، فالدماغ يتألف من عدة أقسام تتفاوت باختلاف الأنواع والرتب ولكن يكون الدماغ عند كائنات الرتب العليا مؤلفاً من المخ الذي هو أكبر أجزاء الدماغ (85%) من وزنه، وفي فصل من فصول الكتاب تجيب المؤلفة الهاشمي على سؤال هام هو لماذا نشأت الحياة من البحار تحديداً وليس من المياه العذبة؟!! وبعد عرض مكونات مياه البحار تصل إلى نتيجة مفادها أن المياه المالحة في البحار لعبت دوراً أساسياً في توليد الطاقة الكهربائية التي قد تحمل الأوامر والأفكار الكونية عن نشأة الكائنات الحية والتي قد تكون مناسبة لكل بيئة ومناخ ، وهذا ما يفسر نشوء الحياة من البحار أولاً وليس من أماكن المياه العذبة .
ويتحدث الكتاب عن ( مصادر الإشعاعات الكونية ) وعن قدرة الضوء على نقل المعلومات .
وتعيد المؤلفة تصنيف الكائنات الحية وفق معيار تصنيفي جديد يضع الكائنات ضمن مقياس جديد للتطور وفق مبدأ مفاده أن الكائنات الأكثر تكيفاً مع المتغيرات هي الأكثر تطوراً .
الكتاب الذي تقدمه الباحثة لبنى الهاشمي هدفه معرفة سر نشوء الكون ليتمكن الإنسان من السيطرة على كافة الكوارث والمشاكل التي تحيط به وللحفاظ على الكون من المخاطر التي تصادف كوكبنا مع مرور الزمن .
والكتاب جاء بعبارات واضحة رشيقة قلما نجدها في البحوث العلمية من هذا النوع ومزوداً بالصور.
عيسى اسماعيل
المزيد...