تحية الصباح …الثامن من آذار..

آذار كله أعياد , كما اعتدنا أن نقول : عيد ثورة الثامن من آذار ,وعيد المرأة العالمي وعيد المعلم وعيد الأم , ولكل عيد حضوره الباذخ في النفس والذاكرة والحياة .

وإذا كانت الأحاديث عن المناسبات تتكرر ,  فهي تشعل الذاكرة , وتلهب الحماس لأنها تمس الحياة وتدفعها نحو الأمام ..!

الثامن من آذار عيد الثورة , ثورة الشعب العربي السوري في كل مدنه وبلداته وقراه ضد الإقطاع , فهي أعادت للعامل حقه فصار من أصحاب أدوات الإنتاج التي صارت ملكيتها للدولة .. وما تملكه الدولة بالعرف هو ملك لشعبها وصارت الأرض ملكاً للفلاح بدلاً من الإقطاعي الذي يعتبره أجيراً ليس أكثر وليس له من موسم الأرض سوى الجزء اليسير بينما الإقطاعي له كل شيء : الأرض والبيوت والمواشي ..!!

ثورة الثامن من آذار , بما صدر عنها من قوانين ومراسيم وتعليمات , قلبت المجتمع السوري رأساً على عقب أعطت للمواطن الحرية والكرامة والأرض والمعامل وشرعت ببناء المدارس والجامعات والمشافي وقدمت خدماتها المجانية للشعب صار العامل سيداً في المعمل وكذلك الفلاح في الأرض وما عمق هذه الانجازات أكثر هو قيام الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد .

إن قوانين مثل ( مجانية التعليم بكل مراحله ) و ( التعليم الإلزامي ) والتأمين الصحي , و( الاستيعاب الجامعي ) لا مثيل لها في أغلب دول العالم .

فقد حدثني دبلوماسي سوري عمل في عدد من السفارات في الخارج ومنها سفارتنا في موسكو فقال ( إن قانون إلزامية التعليم ) لم تلحظه الثورة الاشتراكية الروسية 1917 و أعطت الخيار للأهل بإرسال أو عدم إرسال أولادهم للمدرسة عندنا عقوبة السجن لمن لا يرسل ولده إلى المدرسة لتسع سنين دراسية على الأقل.

ثورة الثامن من آذار التي أطاحت بسلطة الرأسمال و الإقطاع و هي سلطة الانفصال بعد الوحدة كان هدفها الشعب و أداتها الشعب و قيادتها من الشعب و قادتها الذين زج بهم نظام الانفصال في السجن و جردهم من رتبهم العسكرية إلى وظائف مدنية هم من أبناء الكادحين و قد غص بهم سجن المزة العسكري و في السجن خططوا لقيام الثورة ورفاقهم في الأرياف و ضواحي المدن البائسة تشبعوا بأفكار ” البعث و العدالة الاجتماعية و الحرية و الديمقراطية و المساواة , فكانت ثورة الثامن من آذار ثورة كل السوريين .

تحية لمن قاموا بها و لا يزالون على قيد الحياة و رحم الله من صار منهم في دنيا الآخرة .

ثورة آذار مستمرة لأن فيها الخالدين الشعب و البعث.

عيسى إسماعيل

 

 

المزيد...
آخر الأخبار