لكل منا آراؤه وأفكاره وهواجسه التي تشكل فلسفته في الحياة ، هذه الفلسفة تأتي نتيجة تجارب وأحداث وذكريات مفرحة كانت أم حزينة، هي كلها قراءات للواقع المعاش على الصعيد الشخصي ..
الفرح ناتج عن إنجاز عظيم ، والحزن يتشكل من مرارة الفراق أو الوداع ..
الكل يسعى ليكون سعيدا ً .. فرحا ً لأجل أناس يحبهم .. يحاول أن ينال السعادة من أعمال خيرة يقوم بها ، كأن يسعد قلب شيخ عجوز تركه أبناؤه وهاجروا إلى بلد بعيد فبدأت تلوكه أنياب الضعف والقهر والوحدة … أن يطعم فقيرا ً مسكينا ً وهو جالس على قارعة الطريق يندب حاجته وفقره ..
أن يقدم قطعة بسكويت لطفل يتيم حرم من أبويه باكرا ً ..أن يخلق فرصة عمل جديدة توازن بين لقمة عيشه والغلاء الفاحش الساكن بيننا…
هي تجارب في الدنيا يتعثر فيها المرء حينا ً وينهض حينا ً آخر..
في الرأس ملايين الأفكار الصارخة التي تجعلنا نتعرف على نقطة فرحنا من خلال انكبابنا على أشياء تجعل من حياتنا ذات معنى وقيمة ، تحاول أن تهرب في لحظة ما من كلمات كاذبة ومتزلفة تزعجك عباراتها وأصواتها التي تشبه الطلقة أناس يحدثونك عن انجازات قاموا بها خلال سني حياتهم وبالمقابل يحاولون التنكيش في عيوب وأخطاء الآخرين… أكاذيب وادعاءات هنا وهناك تشعرك بالحاجة لأن تكون وحيدا ً ، تتمنى الهروب إلى الطبيعة تناجي الريح وهي تتراقص فوق أوراق شجر الزيتون والتين والتفاح والأزهار والأعشاب البرية ، تدغدغ كروم العنب لتعود مشتاقا ً لنفسك ولو خسرت العالم كله فلا أسف على شيء إذا أنت خسرت ذاتك.
عفاف حلاس