نقطة على السطر … مواجهة من نوع آخر !!
لجأت فئة من أهالي المدن والقرى لتطوير حياتها المادية والأسرية من خلال مهن بسيطة يدوية تدر عليهم بعض الدخل لتسيير أمورهم اليومية ، استندوا في ذلك على قروض البطالة أو مشاريع صغيرة وغيرها من القروض ليصبحوا فئة منتجة لا مستهلكة تساهم في صنع المنتوجات الغذائية ليقوا أنفسهم شر الحاجة والعوز المادي ، وليوفروا لأنفسهم حياة مادية أفضل بصورة سليمة وفعالة مادام لديهم القوة الجسدية والإرادة القوية للتمسك بأهداب الحياة وتوظيف إمكاناتهم توظيفاً صحيحاً ، والتي غرست فيهم روح العمل الجاد وتصبح حياتهم هادرة بالعطاء والإنتاج .
فالبعض من أهالي المدن سعوا لإحياء حرف قديمة كادت تندثر فعادت مجدداً إلى الوجود لتغلق ثغرة وتنعش روحاً وتسد رقماً في هذه الحياة الجديدة الصعبة ، أما في القرى فعادوا لتربية الدجاج والمواشي والأبقار فأنتجوا البيض والحليب واللحوم الكافية لإعالتهم .
كل ذلك حتى لا تبقى الأنظار متجهة نحو الأسواق المفتوحة للمتطلبات الكثيرة ويتحرروا من أسر الغلاء وظروف ضيق الحال ويتصدوا بالمقابل لأحط ما في النفوس من غريزة الطمع ويحموا أنفسهم من الاستغلال والتلاعب بالمواصفات الصحية للسلع إذ استفحل بعبع الفساد وعشش في النفوس المريضة دون حماية أو ضابط أخلاقي في تقلبات السوق ووجوهه البشعة والذي يقوده أباطرة الاستغلال والجشع والطمع والذين جعلوا ضروريات حياتنا تستعر غلياناً في مراجلها بشكل يتجاوز الحدود المضبوطة لتتحول حياتنا إلى هموم عامة يشكو فيها غالبية المواطنين أحوالهم الضيقة .
عفاف حلاس