نقطة على السطر… في مشيتها السلحفاتية..

كابوس ثقيل مازال يخيم على قلب المواطن وهو ينتظر بالدقائق والساعات والأيام وربما الأشهر رسالة الرز والسكر والشاي بموجب البطاقة الذكية  أملاً في التخفيف من بعض مصاريفه اليومية على مبدأ  حصوة تسند جرة ” مع أن حالته المادية لم تبق جرة ، بل ذرة غبار تطير مع الريح ليفاجأ خلال مراقبته لدوره في تطبيق ” وين” أن أرقاماً كثيرة  ، قفزت فوق دوره بآلاف الأدوار دون معرفة السبب ، وعلى الغالب هو تخبط من قبل شركة تكامل في إرسال الرسائل هذا عدا عن مشيتها السلحفاتية في إيصال الرسالة لمستحقيها ، كل ذلك من اجل حفنة ضئيلة من المواد الغذائية التي لا تغني ولا تسمن من جوع بل هي مجرد عملية إنقاذ مؤقت للمواطن الذي بات يدور حول حاجته كما تدور  النحلة فوق زهرتها، وإذا ما حاولت سؤال أحد موظفي السورية للتجارة عن سبب التأخير في الدور يرد عليك بجفاصة منقطعة النظير “ووجهه لا يضحك لرغيف الخبز”  كما يقول العامة منا ، فلا تنال من سؤالك سوى القهر والمهانة ، لتجد أحدنا مع وصول رسالة التموين أو حتى الغاز يعيش حالة احتفال بيوم التموين العالمي محسوداً عليها من قبل الكثيرين الذين مازالوا ينتظرون، لتكثر الطوابير وتزدحم الأبواب في نهاية المدة المحددة لاستلام المواد دون رسالة ، وتعود  إليهم روح داحس والغبراء في قتال عنيف من أجل الحصول على حصصهم, لنقول بعدها :  كل الظلم الذي يقع علينا سببه أمريكا التي يهدف قادتها لتجويعنا وإرضاخنا رغماً عنا محاولين تعكير صفو أرضنا الراسخين فيها كسفينة الصحراء …ومازلنا نقاوم..

عفاف حلاس