تلح إرهاصات في خبايا الذات متصابية الحضور , طافحة التملي في أعماق البهاء , فتراها تنتصر بأثواب قشيبة من مشاعر و أحاسيس تتقد في الخاطر تمعن في التعبير عن ذاتها ما بين شعور ولا شعور , وخاص وعام فتنتبذ لذاتها في مكامن الوعي فيض ثريا من أنوار تهيم في دنيا الجمال بارقات رؤى تحمل مكنوناتها على ارتعاشات الحروف صروح كلمات , وسردية أفكار تقصّ جمالياتها بما يعتلج في مقدح الذهن , وغنى المعرفة , واجتهاد التجارب , و ألق الفضاء الرحب لدى ذوي رصانة في بلاغة كل علم وفن في مطارح الأقلام والسطور والحضور عبر مجامر الإبداع المتلظية بريقاً , والنافحة طيباً برحيق من عبق , وشذا تبوح بها أفانين الدراسات والبحوث والتصورات والتجارب , والخبرات هي شد قوس إلى وتر في الإصغاء المحكم معرفياً ومهابة خبرة في توكيد مهارات ليغدو الجنى القطوفَ الدانيات في غلال , مداها صيف تحط رحلها لديه واعياتُ الفصول … إنه الزاد والمؤونة , وسعي الحاضر في مقاربة الذرا حيث فصيح الوعي إرادة إدراك في ألمعية فهم لخير نعيم يورق في مرامي النبوغ عياناً و أثراً بعد عين عبر هذا التهجّد في محراب المعرفة كياسة تأويل أعمق , وقيم مضافة صوب فلسفة الحرف في جدل العمر ومحاكاة الحياة واقعاً و مثاقفة وظروفاً وتفهم كل ملاوعة تجهد صاحبها على سلالم تتبدّى من خلال فروق فردية , ووجهات نظر ما بين مرجعية قراءة ممراحة نحو ميول واتجاهات أو صقل في ارتقاء ينابيع تنبجس من أعالي الهمم في مكامن ” خير جليس في الأنام كتاب ” للسعة المعرفية النابهة تحليلاً ورقي مضامين يجلها البيان سحر إبداع , وتفجر قدرات في عبقرية محاكمات في ثنائية الاستقراء والاستدلال عبر دسم في نواتج مؤشراتها إعمال العقل انبهار اكتشاف وسطوع أفكار تؤسس للحياة عصوراً وللإنسان سلوكاً وثقافة فنقرأ وعي ” الفطن في قراطيس مداها كل زمان ” .
بهذا تأتي الإرهاصات تباشير إبداع نوعي يقوى على قدر الناجز به حذاقة غنى في ممارسة تتجدد وهج مثابرة اصطفائية العمق في الانتقاء مدارج ثقافة , وسعة معرفة , وحيوية أداء لافت في فرادة تناص من جانب ومآلات إبداع من جانب آخر . هي عوالم الكاتب , وهي صوته قارئاً , ومبدعاً أيضاً . فتراه بقراءته يكتب ما يدهشه من مفهومات شاهقة الصمت في نشوة الاستيعاب والتذوق وسامقة العلوّ , وواسعة المدى في ما يقدّمه بإبداعاته كاتباً فياض السيرورة عنوانات وموضوعات في مقاربات صعد الحياة , ولاسيما بمضامين , دسمها في غنى جُملها المثقفة علماً وتعلماً وتعليماً حيث تلك الآفاق من معارف وقد احتضنتها دافئات السنين أياماً وعقوداً وكذلك لياليها لتصير في مراميها شرفات , وفي نتاجاتها صوته الحاضر ظله تعاقب ليل بنهار وعمر بغيره وعين بأثر . إنه الكاتب الحاني على أجنّة الزهر كلمات ينسقها بحرفية المحترف ونباهة الهاوي ليجعل منها جواهر تهدى إلى مكارم كل ذوق. بحصافة , دقةً في التعبير وسنداً في معجم ومكتبة في كتب عبر حث خطا في أبهاء ودروب من عاطفة جياشة إلى مشاعر تنهض بها النفس وتغنيها الروح سحر بيان وعمق بلاغة في تجليات حضور أميز تمر به الشمس دفء نور إلى نور وبلاغة الفطن نبوغاً إلى نبوغ .
إنه الكاتب المبدع المتجاوز للاستهلاك قراءة بل المنتج فيها , والمبدع بصوته الشخصي نتاجات هي مرتسم معالم وعيه نحو الحياة وعياً معرفياً و إدراكاً سلوكياً فتراه يعاف الإجرائي المعلّب من صوغ أنهكه التكرار إذ حفاوة الإبداع سبق في كل جديد .
إن الكاتب في تمكين وثبته الإبداعية لمضامين تشرق بمبادرات هي محطّ التملّي الجماليّ حيث صوت الكاتب عبر فرادته تميّز أسلوب , وتناغم أفكار وسحر بيان , وجدلية منطق يفيض دلالة وعي في ثنائية العقل والوجدان معاً.
يقول الكاتب الأرمني (بريك ديمرتشيان ): كل إنسان ينطوي على ما يكفي من المناهل المعرفية , وعلى مواد تخصه هو فقط ومهمته استخراج وتطريق هذه المواد وصقلها , وليس استعمال ما أعده غيره و الإبداع الشخصي – أيا كان – له الكأس المعلى …”
نزار بدّور…