الطاقة البديلة…. ما بين سندان الحاجة .. ومطرقة التكاليف !! اختلاف بالأسعار والمواصفات بين محل وآخر.. بعض الألواح في السوق رديئة وغير فعالة.. إقبال كبير من المزارعين رغم غلائها ..

لجأ بعض المواطنين في الآونة الأخيرة إلى تركيب الطاقة الشمسية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وزيادة تقنين الكهرباء وفي ظل هذه الظروف كان الاتجاه نحو استخدام ألواح الطاقة الشمسية التي غزت الأسواق وكثرت العروض ..بعضها للأسف مجهول المصدر.

التقينا بعض المواطنين الذين سمعوا عن أهمية تركيب هذه الألواح في ظل واقع الكهرباء السيئ …

رديئة وغير فعالة

قصي مهندس كهرباء : بعض ألواح الطاقة الشمسية المنتشرة في الأسواق رديئة وغير فعالة وتعاني من مشاكل تقنية كثيرة ولا تناسب المناخ السوري وتؤدي إلى انخفاض كفاءة عملها ،كون العمر الافتراضي لهذه الألواح لا يتجاوز 25 سنة كحد أقصى .

وأضاف معن : أكثر الألواح الموجودة في الأسواق مجهولة المواصفات ،وتبلغ كلفة تركيب ألواح وبطاريات الطاقة الشمسية لإنارة منزل مع تشغيل مكيف وبراد تتراوح بين 9-11 مليون ليرة ،وسعر اللوح من النوعية الجيدة يبلغ حوالي 600 ألف وسعر البطارية الواحدة بحدود 900 ألف ليرة .

علي الدوري اختصاصي في مجال الطاقة قال : تعتمد الطاقة البديلة بشكل أساسي وبنسبة 80 % على ضوء الشمس وهناك طاقات تعتمد على سرعة الرياح وأخرى على المياه لتوليد الطاقة وتوفير الإنارة والمتعارف عليه أن الطاقة البديلة تستخدم لتوفير الإنارة وجزء منها يعتمد في التغذية على الكهرباء رغم أنها لتوليد الكهرباء وأنواعها متعددة اليوم في الأسواق على شكل ألواح .

ميزاتها

هناك الكثير من الألواح ومن مصادر مختلفة بعضها جيد وبعضها الآخر مقبول فمثلاً يوجد ألواح ذات منشأ صيني بمستويات متدرجة بعضها يعطي القيمة الحقيقية من الطاقة المعرفة وبعضها لايعطي ، مثلاً يدون على إحدى الألواح أن طاقتها الإنتاجية 180 واطا ً ويعطي بالفعل هذه الاستطاعة وبعضها لا يعطي هذه الكمية من الكهرباء ومردودها مختلف لأسباب كثيرة أهمها رداءة اللوح ذاته والحسابات غير الدقيقة والكلام لايزال للدوري و جودة اللوح من خلال التجربة والتي لا تظهر قبل شهرين أو أكثر !

ويضيف : أحياناً التاجر يطلب من المصدر تخفيض مواصفات اللوح بهدف الربح والمنافسة بين التجار في السوق لذلك يجد المواطن اختلافا ً بالأسعار وفيما يتعلق بالأسعار يقول :

لكل لوح سعره الخاص حسب الاستطاعة التي يقدمها وتبدأ باستطاعات من 50 واطا ً حتى 200 واط و يحدد السعر حسب سعر الواط الواحد مثلاً : لوح باستطاعة 175 واطا ً يباع اليوم بـ205 آلاف ليرة.

التركيب وفقاً لدراسات خاصة

لايمكن تزويد أي بناء أو منشأة بالطاقة البديلة بشكل اعتباطي وإنما يقوم بهدف حساب الفاقد الذي قد يحصل لتجنبه وتأمين الاحتياطي مكانه .

على سبيل المثال إنارة منزل يتم الاستفسار عن الحاجة للطاقة إن كانت لإنارة المنزل فقط أو للشواحن أو اللاب توب أو لتشغيل الأجهزة الكهربائية وتحديدها بدقة .

وأضاف : من المهم تزويد مشاريع من داخل المدينة و خارجها بالطاقة البديلة خاصة الزراعية فقد أثبتت نجاحها بنسبة100% لا سيما أن المزارع يواجه اليوم مشكلة حقيقية في تأمين مادة المازوت و البنزين لذلك الطاقة البديلة عالجت هذه المشكلة بنسبة 80% و الإقبال على الطاقة البديلة بخصوص المشاريع الزراعية كبير نظرا ً للنتائج الممتازة في هذا المجال .

الإقبال متواضع

ما يزال إقبال المواطن لاقتناء الطاقة البديلة متواضعا ً إذ أن معظمهم متخوف من عدم نجاح هذه التجربة و لا يوجد ضمان أو كفالة ونظرا للتكاليف المادية التي تفوق طاقته من جهة و لصيانتها الدورية و تكاليف الإصلاح الباهظة عدا عن الشائعات بين المواطنين أنفسهم بعدم تقديم المردود الإنتاجي المرغوب كما أن انقطاع التيار الكهربائي وضعفه ووصله بقوة و بشكل فجائي يعرض الطاقة و جودتها للأعطال و الحاجة للمساحات المناسبة من جانب آخر الطقس له تأثير آخر فلا تعمل عند حجب ضوء الشمس عنها خاصة إذا كان هناك غيوم سوداء بهذه الحالة يكون المردود ضعيفا ً وغير مرض للمواطن و ما ينطبق على طاقة تسخين المياه ينطبق على الطاقة البديلة للإنارة .

التكلفة كبيرة

وأضاف :التكلفة المادية كبيرة قياساً بدخل الموظف فإنارة لدات مع شواحن فقط دون تشغيل أي أجهزة أخرى تكلف 800 ألف ليرة أما مع تشغيل تلفاز و إنارة لدارت مع شواحن تكلف من 2- 3 ملايين ل. س.

المساوئ و المخاطر

إن أكثر مساوئ الطاقة البديلة هو الطقس الغائم و ضيق المساحات خاصة الأسطح المليئة بخزانات المياه و الصحون اللاقطة ففي الدول الأخرى يتم تركيب ألواح الطاقة على واجهات الأبنية .

و من المخاطر التي تتعرض لها الطاقة هو تعرضها للكسر من أي رصاص أو حجر طائش أو صدمة إذ يؤدي ذلك إلى تشوه اللوح و عطبه و يمكن إصلاحه حسب نوعه لكنه مكلف جداً فقد يصل سعر اللوح المعطوب نصف سعر اللوح السليم .

ومن المخاطر أيضاً استخدامها لغير الغرض الذي ركبت من أجله .

توابع الطاقة قيد الدراسة

فيما يتعلق بإمكانية تقسيط أسعار الألواح أوضح الدوري : أن هناك دراسة

عن طريق المؤسسات الحكومية و التعاقد مع المصارف للتقسيط لذوي الدخل المحدود مستقبلا ،و نعمل على إيجاد طرق قانونية لتشجيع المواطن الموظف و غير الموظف في هذا المجال .

التصنيع محلي

يتم تصنيع الطاقة في معامل في حسياء للألواح الخاصة بالطاقة و لسخانات المياه و التوابع الملحقة بها الانفرتر و البطاريات الخاصة و معمل آخر في حلب لصناعة الألواح و معمل في خربة التين لتصنيع الخزانات و القواعد الأساسية .

المواد الأولية مستوردة

كما التقينا سمير سلوم صاحب محل بيع طاقة تسخين المياه بالطاقة الشمسية قال:

جودة المنتج تحدد السعر لاسيما أن الأنواع كثيرة في السوق ومدوّن على كل لوح لصاقة تبين استطاعته ،و يتوجب على الجهات المعنية فحص تلك الألواح عند استيرادها .

وحول إحجام المواطن عن اقتناء الطاقة البديلة أشار إلى أن القدرة الشرائية للمواطن لا تمكنه من ذلك فعلى سبيل المثال لوح الطاقة ذو استطاعة 200 واط دون توابعه من بطارية شحن وانفرتر ومنظم يكلف 265 ألف ل.س هذا عدا عن عدم مصداقية اللوحة الموجودة على اللوح .. وهذا يختلف من شركة لأخرى ونوع الجودة , إذ لا يوجد تطابق بين ماهو مدون على اللوحة وواقع المردود .

ومن المخاطر التي تتعرض لها الطاقة هو عدم معرفة المستثمر لآلية التشغيل إذ يشغل عليها أكثر من الاستطاعة المطلوبة لتشغيل وشحن ما أراده هذا الأمر يؤدي إلى تدني مردود الطاقة .

 

المزيد...
آخر الأخبار