لم يقتصر عطاء الشاعرة فاطمة الحسن عن قطف مواسم الشعر ، بل هو بوح ذاتي صرف ، وتعبير عمّا يدور في النفس ، حيث تبدو ملامح التأمل والمعاني العميقة في قصائدها ، ونسجها الإبداعي المتميز حيث تتعالى الأحزان والهمّ الوطني والأحلام والذكريات والمشاعر الإنسانية في كتابها الشعري ” ظلال الحلم ” يضم ستاً وخمسين قصيدة نثرية اتسمت بجزالة اللفظ والصور الحسية والجمال الموسيقي .. حيث تقول:
أنا وأنت عطران مختلفان ..
حاورني كما المطر ..
وذرّ الخريف ..
واختزلنا هوامش تليق بسماء مقمرة
ويفيض الألم والأفكار المعبرة التي تنمّ عن مشاعر جياشة يطغى الحزن عليها :
لا الليل الحالك
لا الأحلام
ولا حتى السلام المفعم يلغي كنه الحزن ..
والحلم يتماهى مع الأمنيات في العالم الشعري للشاعرة بلغتها الجميلة ومشاعرها الرقيقة وصورها العذبة فتقول:
” أين أحلامي أيها المسافرون ..
الأحلام رقدت …..
أخرج تذكر لحلم عابر ..”
ولاشك أن الشاعرة تجيد الإمساك بمفاتيح واستحضارات تقوم على مآلات المعاناة والألم في عالمها المملوء وجعا ً ، ضمن جماليات اللغة الشعرية حيث تقول: ” مشيئتي أن أدوّن قصائدي على مطابع النهار ..
وأن أسرق للجياع طعم فرح مدبّر ..”
والأمنيات الآتية في مناخات إبداعية خصبة تأخذ أبعادها المفتوحة واضعة القارىء في أجواء الأحلام العابرة كما في قولها :
كل رموز الحب
السحب البيضاء
الكيانات الجميلة للحزن
الفراغ المحتوم من جدوى الحلم
والانتظارات الطويلة على مبكى …
ختاما ً
يمكن القول إن الشاعرة ، بكلماتها الرشيقة ولغتها الجميلة وصورها العذبة الملونة تسجل اسمها بجدارة في قائمة شعراء قصيدة النثر، حيث ترتقي لغة الشعر في معظم قصائدها لنتساءل عن التوظيف الجمالي لهذا العنوان “ظلال الحلم” فهي تحمل طاقة لامتناهية لحروف وكلمات القصائد المتأججة حينا ً والهادئة حينا ً آخر .
الجدير بالذكر : أن الشاعرة فاطمة الحسن من مواليد حمص لها عدة كتب شعرية : / تقاسيم وطن – نسيم الروح – ظلال الحلم /
وسيم سليمان