نقطة على السطر.. تفاوت أداء المعلم بين الخاص والعام

مهنة المعلم في المدارس العامة الأساسية والثانوية هي مَهَمَّة تربوية وإنسانية ووطنية في أدائها وأهدافها حيث تسعى إلى تربية أبنائنا وتنشئتهم على الأسس السليمة والصحيحة والقيم الإيجابية مثل تعلّم محبة العمل والوطن والخير واحترام الآخر والحوار معه، وتعليمهم اللغات والعلوم الأساسية والمعارف ليكونوا جيل المستقبل القادر على العطاء والبناء في ربوع الوطن.   

في السنوات الأخيرة تزايد اعتماد أهالي الطلاب على تدريس أولادهم في المدارس الخاصة أكثر من المدارس العامة في المرحلتين الأساسية والثانوية إضافة إلى الاعتماد على الدروس الخاصة المأجورة التي يضطر الطلاب إلى أخذها ليتمكّنوا من فهم بعض مواد المنهاج الدراسي واستيعابه لكي يحققوا النجاح ويضمنوا التفوق,وللأسف بدأت تظهر في الآونة الأخيرة فروقات متباينة تماماً في طريقة التدريس والأداء التربوي لكثير من المعلمين والمعلمات بين المدارس العامة والمدارس الخاصة حيث يكون المعلم نشيطاً ومتحفزاً مع المنهاج والطلاب في ساعات تدريسه في المدرسة الخاصة أو في الدروس الخصوصية ويحاول بذل أقصى ما لديه ليوصل المعلومة بكل أريحية إلى ذهن طلابه ضمن الوقت المحدد أما أداؤه في المدرسة العامة فهو مختلف تماماً، فلا ينتهي المنهاج في الوقت  المحدد كما هو مخطط، ولا يصل الطلاب إلى المستوى المفروض في التحصيل الدراسي !!… ربما السبب الرئيسي الذي يقف وراء ذلك الفرق في الأداء هو تأثير التعرفة  التي تجعل المعلم مندفعاً إلى العطاء في التدريس والصبر أكثر لإيصال الطالب إلى المستوى الدراسي المطلوب في التعليم الخاص. وتعتمد غالبية الأسر السورية وخصوصاً ذوي الدخل المحدود على تدريس أولادهم في المدارس العامة ولا يملكون البحبوحة المادية الكافية للارتكاز على الدروس الخصوصية. لذلك يبقى الأمل معقوداً على همّة بناة الأجيال وتفانيهم في القيام بدورهم التربوي والعلمي في تربية وتدريس الطلاب في المدارس العامة وتفهم أوضاع الناس في الظروف المعيشية الصعبة حالياً.

الدكتور زاهر البركة

المزيد...
آخر الأخبار