مشفى جامعة البعث ..صرح حضاري وعلمي … 7مليارات تكلفة التجهيزات الطبية رغم عدم كفايتها … نقص الكوادر التمريضية والفنية يعيق تقديم أفضل الخدمات…

منذ بداية الحرب الكونية على بلدنا  كانت  المؤسسات الصحية هدفاً للمجموعات الإرهابية المسلحة حيث قاموا بتدميرها ونهبها وحرقها,لكن الدولة صمدت وقاومت وحرصت على صيانة وترميم  ما تم تخريبه وإعادة إعمار ما تهدم .

ومحافظة حمص نالها من التخريب و التدمير  حصة كبيرة  ومع ذلك نهضت من تحت الركام كطائر الفينيق ونفضت عنها غبار الإرهاب  حيث تم إحداث بعض المراكز الصحية  والعيادات الشاملة و تحويل بعض المراكز الصحية إلى مشافٍ…

الأمل الذي  كان ينشده أبناء محافظة حمص وخاصة طلاب كليات الطب في جامعة البعث والمرضى تحقق وهو انجاز المشفى الجامعي في جامعة البعث، هذا الصرح الحضاري والعلمي والصحي الكبير.

زرنا الصرح الأكاديمي   وتجولنا في أقسامه والتقينا بالقائمين عليه ومع بعض كادره  الطبي والفني ، إضافة إلى المراجعين الذين  أكدوا أن هذا المشفى انجاز كبير و إضافة هامة على الصعيد الصحي والعلمي ، حيث يتم فيه تدريب الطلاب مما  يعني تخريج دفعات من الأطباء الجدد الذين يتمتعون بخبرات عالية .

مركز علمي متطور

رئيس المشفى الدكتور فراس زريقا  قال :أحدث المشفى بموجب المرسوم التشريعي رقم /10/لعام 2017 وتم افتتاحه مؤخرا  مؤكداً أن المشفى سيقدم الخدمة الطبية الجيدة ، إضافة لكونه مركزاً علمياً وأكاديمياً لتدريب وتأهيل الخريجين من كليات الصيدلة والدراسات العليا والطب باختصاصاته المختلفة ،كما يقدم الخدمات الطبية للمواطنين في العيادات الخارجية التابعة له و الإقامة بالمشفى عند القبول ، منوها إلى أنه  لا بحث علمي سريري دون وجود مشفى يهيئ القاعدة والأرضية للقيام بالأبحاث السريرية وتطويرها وتدريب الطلاب فيه بشكل علمي مع الإشارة إلى وجود قسم للمعالجة الفيزيائية .

وعن الكوادر التمريضية الاختصاصية قال الدكتور زريقا : يشكل نقص الكوادر التمريضية الاختصاصية عائقاً كبيراً في تقديم كافة  الخدمات بشكل مميز  ،وقد خاطبنا الجهات المعنية لمعالجة الموضوع ونستعين بوزارة الصحة للتعاقد .. ولكن المسألة تحتاج وقتاً ,كما وعدت مديرية صحة حمص بتأمين الكادر التمريضي ضمن الإمكانيات المتاحة مع بداية العام القادم .

زيادة عدد العناصر الطبية

وأكد أن المشفى يحتاج أكثر من /100/عنصر تمريضي باختصاصات مختلفة إضافة إلى الكادر الموجود حالياً حتى يمكن استيعاب المرضى المقبولين  في كافة الأقسام.

ونوه إلى أن الأقسام والشعب والعيادات الخارجية الموجودة بالمشفى  هي التوليد والنسائية والأطفال مع عشر حواضن وجراحة عامة وجراحة بولية وأمراض دم وعينية وجراحة عظمية وعيادة قلبية وأخرى صدرية وعيادة عصبية وغدد وأشعة وجراحة تجميلية ، إضافة لوجود مخبر للتحاليل الطبية ومخبر التشريح المرضي .

وبالنسبة لقسم الإسعاف فهو مجهز لاستقبال الحالات الطارئة، لكنه حالياً غير قادر على استقبال كافة الحالات الإسعافية ،لأن الاستعدادات اللازمة لم تستكمل  حتى تاريخه علماً أن الأدوية متوفرة حالياً بصيدلية المشفى.

استكمال الأجهزة والمعدات

وعن سؤالنا عن الكلفة المادية لهذا المشفى أجاب :بلغت تكلفة المشفى /7/ مليارات ثمن التجهيزات الطبية مع الإشارة أنها  غير كافية ،ففي قسم الأشعة يوجد جهاز تصوير الطبقي المحوري ولا يوجد جهاز رنين مغناطيسي وقد تم وضعه في خطة العام القادم ،كما أن المشفى بحاجة إلى جهاز أشعة قوسي خاص بالعمليات العظمية كما أن القثطرة القلبية غير جاهزة لجراحة القلب .

و توجد ثلاث غرف عمليات جاهزة وغرفة عناية قلبية ، وغرفة عناية مشددة عامة وجهاز غسيل الكلى وأقسام النسائية والتوليد وبذلك يبلغ مجموع غرف العمليات الجراحية عشر غرف منها ثلاثة مجهزة بالكامل وما تبقى سيتم استكماله ضمن الخطط القادمة.

وأكد أن أقسام الإقامة  جاهزة للانطلاق والمباشرة بالعمل بنسبة تصل  إلى 80% .

وأضاف : إذا قسمنا الموضوع إلى موارد بشرية وموارد مادية يمكن القول :إن الموارد المادية موجودة بنسبة 90% أما الموارد البشرية وهي الأهم والتي يفترض أن تكون أساس الانطلاق ككادر تمريضي و فني فهي غير متوفرة.

وبالنسبة للأطباء المقيمين  فقد استعنا بجامعات القطر وتم استقدام /45/طبيباً مقيماً من جامعة تشرين ،ولا يزال العمل جارياً لتأمين الكادر المطلوب .

عن الأجهزة الأخرى التي يحتاجها المشفى أشار أنه لا يوجد جهاز تفتيت حصى في قسم الكلية كما أن المشفى  بحاجة إلى أجهزة ومعدات تتجاوز قيمتها ثماني مليارات ليرة  وهي خاصة بجراحة القلب والقثطرة وأجهزة الرنين المغناطيسي وتفتيت الحصى وتجهيز غرف العمليات بشكل كامل و هناك ما يسمى بأعمال عقدية للمشفى مع الجامعة لم تنته بعد .

علماً أن كلفة البناء وصلت إلى /8/مليار ليرة ويتسع لـ300 سرير ومؤلف من خمسة طوابق وقبو .

ونوه الدكتور زريقا  أن : الخدمات مجانية حاليا بالكامل ولا يوجد نظام مالي و لا بند موازنة أو حساب جارٍ مفتوح  ولا محاسب إدارة مع أن المشفى مصنف هيئة مستقلة .

ولا توجد خدمات فندقية نظراً لعدم تأمين الكوادر اللازمة بعد، ومسألة اعتماد المشفى على الجامعة لتأمين مستلزماتها أمر غير صحيح ،ونأمل أن يكون المشفى مستقلاً مادياً مع بداية العام القادم وذلك بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة ونحن نعمل على استقطاب الخبرات والكفاءات العلمية المميزة من الجامعات الأخرى .

في أقسام المشفى

الدكتور فاطر الاسكندر في قسم الإسعاف قال  : يشكل المشفى  نقلة نوعية في محافظة حمص وله فائدة كبيرة لطلاب كلية الطب البشري في الجامعة لاستكمال تدريبهم السريري والعملي وإكسابهم المزيد من الخبرات الطبية العملية , وقسم الإسعاف مجهز بالكامل لاستقبال الحالات الإسعافية,  والأدوية الضرورية متوفرة  إضافة لإجراء العمليات الجراحية الصغرى مثل الكيسات المعصمية والضمادات وخياطة الجروح وتدبير حوادث السير والإسعافات الأولية.

 كما التقينا الدكتورة لبانة شدود رئيسة شعبة المخبر التي تحدثت قائلة :

المخبر مجهز بتجهيزات حديثة ومتطورة ويتم العمل تدريجياً على تزويده  بأجهزة أخرى من أجل إجراء  كافة المتطلبات المخبرية .  

ويعمل المخبر  على مدار الساعة ويتم فيه تدريب طلاب الماجستير على الجانب العملي لكن ينقصنا جهاز كيميائي هرمونات .

والتقينا اختصاصية  التشخيص المخبري مروى عنتر التي قالت : إن المخبر غير مجهز بشكل كامل , ويتم فيه إجراء التحاليل المخبرية – كيمياء روتينية – بولية – شحوم – سكر – فحص بول – كولسترول .

وفي قسم التخدير التقينا الفني سعد علي الذي قال :توجد أجهزة حديثة ومتطورة ولكن يوجد نقص بالكادر الفني.

 وفي قسم الأشعة التقينا عبد الرحمن خلوف الذي قال : نساعد في تأمين المادة الظليلية للمريض دون أي تكلفة ويوجد جهاز أشعة تنظيرية وجهاز أشعة بسيطة مع جهاز بانوراما لتصوير الأسنان وجهاز ماموغراف لتصوير الثدي والقسم يعمل 24 ساعة و ويوجد جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح .

والعيادة العصبية تستقبل المرضى وتقدم الاستشارات والاستقصاءات العصبية ( تخطيط دماغ وتخطيط دماغ كهربائي وتخطيط أعصاب وعضلات). هذا وقد خصص المشفى الرقم  2113845 للاستعلام من قبل المواطنين عند الحاجة .

العروبة – نبيلة إبراهيم – جنينة الحسن

   bbb.jpg

المزيد...
آخر الأخبار