لطالما تغنينا سابقاَ ومنذ زمن ليس بعيد بغنى موائدنا و أنواع أصناف المونة الغذائية التي نستعد بها لفصل الشتاء من مربيات و مخللات وخضار ميبسة و مكدوس وزيتون و من مختلف أنواع المربيات و الحبوب لتتنوع العبوات على رفوف المطابخ بألوان و أشكال (تفتح النفس….( و لكن و مع اشتداد الضغط الاقتصادي الذي نعيشه بسبب الحصار الجائر تعدى الاختصار كل أنواع الكماليات ليصل إلى كميات من الأساسيات…
و لأن موسم المكدوس خلال هذه الفترة أجرت العروبة استطلاعاَ بينت فيه واقع السوق و هموم المواطنين الذي أصبح يشكل هذا النوع من (الحواضر) التي لم نفكر سابقا بالاستغناء عنها عبئاَ مادياَ كبيراَ..
كل ربات البيوت اللواتي التقيناهن أكدن في حديثهن أن المكدوس نوع لايمكن الاستغناء عن وجوده في المطبخ فهو أساسي في وجبة الفطور بعد غياب الاجبان و البيض بشكل شبه كلي… كما أنه ينقذنا في وجبة غداء مع “أكلة” بسيطة إلى جانبه خاصة و أن كل أفراد العائلة تتناول هذا الصنف.. السيدة رويدة قالت: كانت كمية الباذنجان التي كنت اشتريها لتحضير المكدوس تصل إلى مئة كيلو خاصة أنني أزود ولدين من أولادي و هما طالبان جامعيان بكميات منه خلال الشتاء أما هذا العام فلم استطع تحضير نصف الكمية و بمبلغ مضاعف… وما من حل أمامي سوا الاختصار…
أما السيدة عفاف أكدت أنها لم تحضر المكدوس بعد بانتظار انخفاض سعره لكنها تتفاجأ بارتفاع الأسعار بشكل يومي و يبدو أنها لن تتمكن من تحضير أية كمية.
و أوضحت السيدة منال أن كمية ٢٥ كيلو فقط حصة هذا العام من المكدوس علما انه أساسي و لكن ليس بالإمكان أكثر..
للبائعين همومهم ايضاَ فهم على حد قولهم يشتكون غلاء المادة و بالتالي ضعف الحركة الشرائية مؤكدين أن الغلاء ليس في مصلحة أحد لا الفلاح و لا البائع و لا المواطن.. و يبدو أننا و على حد قول احد الباعة ندور في حلقة مفرغة ولا نعلم ما الحل, فتكاليف النقل مرتفعة و كل شيء أصبح بأسعار خيالية و بانتظار الفرج… أما الخاسر الأكبر دوما هو الفلاح فمعاناته تتفاقم مع كل موسم يعتقد بأنه سيخرجه من ضائقة مالية أوقعه فيها موسم سابق..
المزارع عبد الله أكد أن الباذنجان من المزروعات التي تحتاج لسقاية بشكل متكرر و دائم و بكميات كبيرة حتى لايصبح مراَ وبالتالي نحن مجبورين على تشغيل محركات الديزل و شراء المازوت بأسعار خيالية من أجل تخديم المحصول و سقايته و هانحن نضرب الأخماس بالأسداس دون جدوى و الخسارة نصيبنا دوماَ
.. لنا كلمة..
نعلم أن كلامنا لن يحل المشكلة فالحلول يجب أن تكون جذرية تبدأ من دعم الزراعات بشكل فعلي بالمحروقات إلى كسر حلقات الوساطة إلى ضبط الأسعار وهي حلقة متكاملة لايمكن إغفال أي منها فهل نستفيد في المواسم القادمة؟؟