نشرت على صفحة التواصل الاجتماعي أنّ مقابلة إذاعية مع إذاعة زنوبيا إف إم ستُجرى معي، وكان ذلك بعد اتصال من الأديب عيسى إسماعيل، الذي يشترك مع الإعلامي خالد الطالب في تقديم برنامج أدبي فنيّ، وفهمت في الاتصال الأول أنّ البرنامج سيبدأ الساعة الثامنة مساء، ولكنّ اتصالا ثانيا في اليوم الثاني أُخبرتُ فيه أن الاتصال معي سيكون على الساعة الثامنة والنصف، وفي الموعد لم يردني الاتصال إلاّ في الساعة التاسعة إلاّ ثلثاً، وكنت قد أعددت بعض العناوين التي تخصّ أسماء سأسأل عنها، لمعرفتي من خلال التجربة أنّ الدقّة مهما بلغتْ فإنّه لا بدّ أثناء الحوار من نسيان البعض ، وشعرتُ أثناء المقابلة أن الوقت المتبقّي لا يفي بالمطلوب ، وكنتُ مُلاحقا بتلاحق الدقائق، ورغم حرصي ففي اليوم التالي تلقّيتُ رسالة من الشاعرة فتون الحسن تعتب عليّ أنني لم أذكر اسمها بين شاعرات حمص، ومعها حقّ، فشاعرة في اتحاد الكتاب العرب، ولها أربع مجموعات شعريّة،وثمّة ما هو في الطريق،.. يحق لها هذا العتب، كما سهوتُ عن اسم شاعرة قصيدة النثر ندى الحوراني، ذات الأفق الخاص، وما قلته كان ابن الذاكرة المُلاحقة بالوقت، وما لم أذكره يحتاج لتذكّر مركّز، أقول هذا رغم أنّني اعتذرت أثناء الأسئلة والأجوبة عن أنّني قد أنسى بعض الأسماء، وهذا طبيعي لأنّني لم أضعها أمامي على ورقة، ولذا أكرّر اعتذاري مرّة أخرى، وإلاّ فكيف يُنسى شاعر كمظهر الحجّي مثلا؟!!
لعلّ ممّا يجب تداركه ما ذكرتُه عن الرواية والروائيين في مدينة حمص، وهي تبدو تاريخيّا فقيرة في الرواية غنيّة في الشعر بأجياله المتتابعة التي لم تنقطع منذ أربعينات القرن الماضي على الأقلّ، وفيها فيض من الشعر والشعراء، أمّا في عالم الرواية فإنّني أستدرك ما يلي:
-أوّل رواية ( سمعتُ) عنها، وأنّها لكاتب حمصي، هي رواية لم أعد أذكر اسمها لكاتب أسمه خليل السباعي، ولم أرها بل ذُكرتْ أمامي عرَضاً، وربّما صدرت في عشرينيات القرن الماضي، وبقيت حمص فقيرة في الرواية، فعلى مدى أربعين عاماً تقريبا لم تصدر ، فيما أعرف إلاّ رواية واحدة لمروان السباعي” السّبيكة”، وإذا ذُكر شيء من ذلك غير هذا فهو ممّا لا يُعتدّ به، علماً أنّ فيها مَن كتب القصّة القصيرة، ولكنْ بدرجة أقلّ من عدد الشعراء، أمّا فيما بعد ثمانينيات القرن الماضي، ولستُ مؤرّخا، فقد بدأت بوادر كتابات روائيّة، في ذاكرتي منها نبيه الحسن، وأديب بدرخان الذي حاول أن يؤرّخ لرحلة أجداده الشراكسة من قفقاسيا حتى سوريّة، وما عانوه من أهوال، والدكتور عبد المؤمن قشلق، وروايته” بوح بغداد”، وثمّة محمد زهرة، ولروايتيه اللتين اطّلعت عليهما عوالم خاصّة تستدعي التوقّف، وربّما بلغت حدّ الإشكال،
أمّا المحامي والفنان التشكيلي فيصل الجردي فقد كانت كلّ رواياته، عدا روايته الأولى، هي عن عوالم مجتمعات هذه المنطقة الممتدّة بين العراق وسوريّة، مركّبا أحداثها تركيبا روائيا، أنيقا، ومسلسِلا أحداثها بطريقة تشدّك للمتابعة حتى النّهاية ، لا يَترك تفصيلات الثياب، والآلات الحربيّة، والعربات، وهذا يستدعي الكثير من القراءات التاريخيّة لمعرفة هذه التفصيلات المُنمنمة، هذا الروائي المتميّز بعوالمه سهيتُ عن اسمه فتصوّروا!!
يظلّ في هذا الحقل ما اعتبرَه البعض رواية تلفزيونيّة، وهو تلك المسلسلات التي تُعرض على الشاشة الفضيّة، فإذا أخذنا بهذا الاعتبار فليس فيما في ذاكرتي إلاّ المسرحي المعروف فرحان بلبل، وله مسلسلا” العروس” وأمهات وأبناء”،وسلام اليماني ” مؤلّف مسلسل “الخيزران”، و حسن الحكيم مؤلّف مسلسل” وادي السايح”،
أرجو أن أكون قد وضَحتُ وأضأت…
عبد الكريم النّاعم