نتائج الحروب أيا كانت مأساوية وتمتد آثارها إلى أمد بعيد ويصعب تعدادها , سنذكر واحدة منها وهي انتشار السرقات… حيث طالت السرقات كل شيء “خطوط الهاتف والكهرباء ومضخات المياه الصغيرة و الكبيرة والدراجات الكهربائية والهوائية و….القائمة تطول وتطول” وتصل إلى الخضار والفواكه من المحال. قد يكون الدافع هو الحاجة فعلاً وقد يكون سوء التربية ,ومن الضروري أن تكون العقوبات رادعة حتى نحد من هذه الظاهرة التي تنعكس نتائجها السلبية على جميع الأفراد .
في الريف تمتد السرقات إلى الأراضي الزراعية حيث تصعب حراسة الأشجار المثمرة بمختلف أنواعها على مدار الساعة , فهناك أراض تبعد عدة كيلو مترات عن دور السكن, والتنقل الدائم والسريع صعب للغاية لذلك تكون المواسم الزراعية عرضة للنهب في الليل والنهار وإذا استمرت هذه الحالة فإن المزارع سيكون الخاسر الأكبر وقد يتوقف عن الزراعة , لأنه ليس معقولاً أن يحرث ويسقي ويرش و…. وعندما تنضج الثمار يأتي اللصوص لسرقتها دون خوف أو حياء ,فهؤلاء يفرملون الجهود التي تبذل لزيادة الإنتاج .
وإذا كانت مسؤولية الحفاظ على الأرزاق تتعلق بالمنتجين أنفسهم , فذلك لا يتحقق إلا إذا كانت يد الجهات المعنية قوية وتضرب بها كل من تسول له نفسه الأذى بشكل مباشر أو غير مباشر ..
المسألة تحتاج إلى المزيد من التعاون لحماية منتجنا الوطني وتطويره وذلك عن طريق الاستجابة السريعة لنداء المتضررين وإيقاع العقوبة القاسية بحق اللصوص.
جنينة الحسن