لم ولن تكف عيوننا عن ملاحقة رسائل المازوت والغاز والتي فاقت في أهميتها رسائل جبران ومي زيادة ..
رسائل كانت تشعلنا وجداً وهياما ً ، أما رسائل ” الذكية ” تشغلنا قلقاً وانتظارا ً ..
فما أن تظهر رسالة الغاز حتى نقفز معها وكأن عفريتا ً خرج من قمقمه “شبيك لبيك طلبك بين إيديك” رسالة عظيمة في مضمونها، نلاحقها بشغف خوفا ً من أن يفلت الدور منا بعد أن جعلتنا نعاني مر الانتظار بعد انقطاع طويل أجبر الكثيرين أن يصبحوا كثيري الرماد ليس كرما ً حاتميا ً بل طلبا ً لطهي الطعام وإعداده بعيون محمرة يلهبها الدخان المتصاعد والذي كثرت مشاهداته خاصة بعد الارتفاع الأخير لاسطوانة الغاز والذي وصل إلى عشرة آلاف ليرة بالتمام والكمال عدا عن الارتفاع المستمر في السوق السوداء الذي زاد الأمر سوءاً ..
كما أن رسالة المازوت لا تقل أهمية عن قرينتها الغاز ، فالموعود بـ 50 ليتراً من المازوت ليس محروماً على الرغم من كونها لا تكفي لإشعال حطبة في جو بارد ، قارس فربما تجبرنا الكمية القليلة لارتداء كامل ملابسنا المدرعة بالصوف ، كي نخرس البرد المتفجر في أحشائنا ..
نظراتنا المتفحصة ترقب باهتمام ظهور أحد صهاريج المازوت لتطمئن قلوبنا بتوفر المادة حتى لا نضطر لشرائها من السوق السوداء وهذا ما سيحدث حتماً نتيجة قلة المادة في ظل ظروف قاسية نعيشها اليوم… والذي يزيدنا صخباً وخوفاً ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء، والتي سنحتاج حينها ورغم البرد للغطس في بركة ماء باردة، نطفئ فيها لهيب شكاوينا المستعرة دوماً والمتفجرة في نفوسنا حيرة وقلقاً .
عفاف حلاس