وصفت شجرة الزيتون بالشجرة المباركة تقاوم الجفاف والأمراض وتزرع في أرض بعل أو سقي ومحصولها وافر وصحي ولكن ماذا ينفع هذا الكلام أمام ثقافة الاتكال والكسل وانعدام الدراسات والتخطيط وأبحاث علمية زراعية نائمة ومشاريع اقتصادية فاشلة وإرشاديات زراعية يقضي موظفوها جلّ وقتهم في شرب المتة والقهوة والقال والقيل ، نعني فيما نعنيه أن التمسك بحبال الهاوية هو من أوصل موسم الزيتون إلى حال يرثى له لا يقدر على سد أو ايفاء همه وتعبه ، وماذا ينفع كذلك هذا الكلام إذا كان يعز على المواطن السوري الاكتفاء من زيت بلده التي يقال عنها بأنها تحتل مرتبة متقدمة بين الدول في إنتاج الزيتون ..
الاعتناء بزراعة حقل زيتون يشبه الولوج إلى حقل تعليم و معرفة ومراجع واستزاده علم وخبرة ، يعني غير مقبول أبداً القول إن الأسعار النارية للزيت سببها أن الموسم معاوم يعني إنتاجه منخفضاً ضعيفاً والسبب موجة الحرارة وقلة الأمطار وبالتالي الجفاف ،.. هنا نسأل عن أساليب تخفيف موجة الجفاف لا نستطيع أن نحمل المزارع كل المسؤولية في عدم متابعة أرضه وريها بالشكل الكافي أثناء موجة الجفاف وزاد الطين بلة مجموعة أمور أوصلت الحال إلى المحال منها مادة السماد التي سحب دعمها وارتفعت أضعافاً مضاعفة يعني ترك الفلاح يحارب طواحين الهواء .
وغلاء مادة الزيت تتحمل مسؤوليته مجموعة جهات نائمة لا تكلف نفسها عناء دراسة الأرض وزراعتها وفق بحوث علمية وخطط متابعة الإنتاج بالسماد والتقليم ودعم الفلاح لتأمين مورد اقتصادي جيد لائق بأرضه وتعبه الذي يسرقه في النهاية التاجر ضارباً عصفورين بحجر واحد( المزارع والمواطن ) يشتري المادة ويحتكرها ويتحكم بسعرها دون أن يرف جفن مؤسساتنا الرقابية و الاقتصادية والزراعية ، التي يفترض أن تكون على دراية وحرص بهذا الأمر وأن تجد طريقة مناسبة لتسويق المادة من الفلاح مباشرة عبر مؤسسات أو جمعيات طارحة إياها بسعر معقول وليس أن تقف موقف المتفرج بعد أن يكون الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب ،.. ولها تجربة طويلة في مادة الزيت النباتي ومواد أخرى جدير بها أن تستفاد منها وتضع الملح على الجرح وتتحرك في الوقت المناسب .. وقمة الأنانية وانعدام الحس بهذا المواطن أن يتم تصدير المادة التي يتشوق لاقتناء القليل منها ..
وكان الله بعون مواطن عميت الأبصار عن واقعه البائس وصمت الأذان عن سماع مناجاته …
حلم شدود