يلهج لسان الكثيرين منا بمقولة جوهر الدين الأخلاق .. لكن من يراقب أفعالنا ويصور تصرفاتنا سيلحظ أن الأقوال في واد والأفعال في واد آخر يسبحون ..
فالبعض ينتقد سلوكيات الغير ، ويستهجن تصرفاتهم ويتناسى سجله السلوكي والذي تكسوه النقائص من أساسه حتى رأسه .
فما أسهل ترتيب معايير للأخلاق ، وبناء عالم مثالي بكلمات بسيطة وبجلسة هادئة مع فنجان قهوة الصباح والثرثرة اللامتناهية الكل يدعي فيها النقاء والتميز والكمال في شبه غيبوبة للعقل أو إدراك للأخطاء الشخصية.
هي الحياة ربما لكل واحد ظروفه وحاله وشخصيته التي لا تستوعب ظروف البشر والتي يكمن وجودها في صراعها وليس في كمالها فإذا ما وضعت أحد هؤلاء المنتقدين في ميزان التجارب “وقد حصل” تراه يسير على نهج من انتقدهم وتابع سلوكهم في الظروف ذاتها .. كشفتهم أيامنا الصعبة التي ضربت جذورها عميقاً في نفوسنا وأثرت على تصرفاتنا وأصابت أخلاقياتنا في مقتل والبعض منا غّيب ضميره الذي راح في سبات عميق من أجل مصلحة مادية أو معنوية ، ننظر إلى الوضع ذاك بعين دامعة وقلب دام وقيود العجز تشدنا إلى الوراء ..
هي مهزلة نحياها اليوم ونشاهد أبطالها الذين يتكاثرون دون حدود ولا ضوابط ولا رادع يردهم لنجد أنفسنا نندمج ونصبح جزءاً من هذه الإنسانية المتخبطة في أفعالها وأقوالها .. فلربما لسنا بأفضل حال ..
عفاف حلاس