لم يتوقف مرجل الغلاء عن الغليان بل حرق أهم منتج في حياة المستهلك – صفيحة زيت الزيتون-التي ارتفع سعرها إلى ما يفوق 200000 ل.س ، جعلت ” خاطر” المواطن السوري يزداد انكساراً بنفاذ قدرته المادية نظراً لازدياد أسعار المواد مادة تلو أخرى .. لتحاصره ذكريات بصور جميلة ، جعلته يترحم على أيام كان قادراً على شراء صفيحة الزيت كاملة حتى ولو كانت تقسيطاً ، يحملها بود سعيداً ولو أكلت من كتفه قطعة ..
فأمله كان براتب يقف على الباب – كما يقول – يقيه من غدر الزمان أما اليوم فالراتب لابركة فيه ولا حركة ، يمر بالموظف مرور الكرام ممتعضاً يستجره التاجر في السوق ، لتهاجمه نيوب الفقر باسمة باحثاً من محل إلى آخر ومن صالة إلى أخرى.. يعدّ المولات واحدة ..واحدة ويحفظها عن ظهر قلب للحصول على عبوة صغيرة من الزيت بأقل الأسعار أو يستخدم ” زيت دوار الشمس” البديل الأقل ثمناً ..
عبوات تعينه في طهو طعام يومه حتى لا يضطر لتناوله نيئاً أو خالياً من آثار ” الزفر” ليدخل نفسه في تحدّ سافر مع ظروف الغلاء الذي كان لأصحاب المعاصر والتجار الدور الأكبر في ارتفاع سعره، استغلوا حاجة الفلاح لدفع فواتير ” عصر الزيتون ” من طأطأ للسلام عليكم” ظروف أجبرته لبيع إنتاجه بأسعار أقل فيبيعها صاحب المعصرة بسعر أكبر للتاجر وبالتالي يتحكم التاجر بالسعر ويسيّر رياح جشعه كما تشتهي نفسه الأمارة بالربح الوفير كل ذلك على حساب “الفلاح والمستهلك معاً” ليصبح حال الفلاح كمن يحرث البحر يضيع تعبه هباء منثوراً تذروه رياح الحاجة ..
عفاف حلاس