نبض الشارع ..سيئ وأسوأ

احتراف المشاكل والضغوط المعيشية هو حالنا الذي لم يبق على حال ، واقع مثقل بالتناقضات والانكسارات وأزمة تفرخ أزمة ومعالجة قاصرة وسطحية لهمّ معيشي شديد القسوة يتربصه الغلاء وافتراس التجار ودهاة الفاسدين  و مقتنصو  الفرص والمواطن هو خصم هؤلاء السالفي الذكر والقهر يتناوشونه كقناص وفريسة، بشراهة لاحدود فيها للإنسانية ولا لدخل محدود ومهدود …

وحجم الضغوط  التي باتت تحاصرنا دليل سلبية المتدخلين المتعامين عن رؤية ايجابية واعتراض وتصحيح انحرافات وتجاوزات فاقت الحدود إلى درجة أننا لم نعد  نميز بين السيئ والأسوأ، فنقول مثلا ً أزمة انقطاع المياه أسوأ من أزمة انقطاع الكهرباء أو أن أزمة انقطاعنا من الغاز أسوأ من أزمة انقطاعنا من المازوت وأزمة الخبز أسوأ من نفاد بيوتنا من مادة زيت الزيتون وهكذا أي سوء أسوأ من غيره لا نعلم  …. والأسوأ أن جهاتنا الحكومية تعالج السيئ بالأسوأ ، وليس معالجة الداء بالدواء يعني تحل المشكلة بمشكلة أكبر ، تتمنى حيالها أنت المواطن أن تسترد السيئ الأقل ألما ً من أسوأ زاد الطين بلة ، فأي معيار للوقاية تحرص جهاتنا الرسمية فيه على معالجة السيئ بالأسوأ لا نعلم …

 مشكلة الكهرباء في التخفي لساعات طويلة والظهور لدقائق هي تغذية شم ولا تذق …. والأزمات الخارجة من رحم  الكهرباء أسوأ من انقطاع الكهرباء كانقطاع المياه وانعدام التغطية وضعف الاتصالات والموقف المريب للجهات المعنية موقف الأطرش بالزفة وقيام المواطن بمراجعة الجهات الرسمية بغية الشكوى وإصلاح العطل يشبه دخول زائر لمصحّ عقلي مايلبث أن يتحول في داخله إلى عداد المجانين والاتصال بالطوارئ ليس بالأفضل  – كذلك – فالرد قد يكون بفتح الخط أو السخاء بكلمة “ألو” و”ألو” وراء” ألو” ينقطع الخط وتنقطع معه نياط قلبك دون مجيب أو مجيب لا يحل ولا يربط يقول لك سجلنا الشكوى…. وهكذا نقضي نهارنا وليلنا نطارد مجموعة مآزق لا مخرج منها إن لم تعالج بما تستحق من مراقبة ودراسة وخطط وإمكانيات …

 وإلى أجل غير مسمى سنبقى في سباق تحد يتجاوز سقف قدراتنا وطاقاتنا بجسامة وثقل وضع مادي متهالك … ووهم في وهم أمام حلول انفلتت من عقال مسؤوليها  وإلى الوراء سر وليس مكانك راوح.. ومن سيئ إلى أسوأ.

حلم شدود   

المزيد...
آخر الأخبار