صدر في جزأين كتاب ( سورية الصمود في مواجهة الحرب الكونية ) للشاعر والباحث والحقوقي معروف ابراهيم ناصر ، وهذا الكتاب من الكتب الهامة التي توثق الصمود السوري و جرائم الارهاب التكفيري بحق الشعب العربي السوري .
نقرأ في هذا الكتاب عن المؤامرة المستمرة على سورية لأنها تقود محور المقاومة ضد العدو الصهيوني وتنادي بتحرير فلسطين والجولان والأرض العربية المحتلة ، وهذا ماجعلها هدفاً للأمريكان والصهاينة ومن يدور في فلكهما من أنظمة الخليج والنظام الأردوغاني التركي .
أمريكا ، كما يقول الكتاب ، تتدخل بشكل سافر لمصلحة النظام الرأسمالي الاستعماري الحديث لنهب الشعوب تحت ذرائع الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ..
لكنها تفتقد بالممارسة والواقع كل هذه الشعارات ، فهي تدعم الأنظمة الاستبدادية التي لا تعرف أي شكل ولو بدائي من أشكال الحرية والديمقراطية .. والأمثلة كثيرة (ممالك ومشيخات الخليج والكيان الصهيوني المحتل لأرض عربية وأنظمة ديكتاتورية في نيكاراغوا وغيرها كثير وكثير ..).
لقد دعمت أمريكا ومحور العدوان عصابات ارهابية تكفيرية استقدمتها من كل بقاع الارض فارتكبت بحق السوريين جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، إرهابيون يقطعون الرؤوس ويشقون الصدور ويأكلون الأكباد … لقد حاولت أمريكا والصهاينة وأردوغان والأعراب تدمير الدولة السورية وتدمير محور المقاومة من المقاومة الوطنية اللبنانية الى سورية الى العراق فإيران لأن كسر هذا المحور يعني أن يصبح الكيان الصهيوني سيد المنطقة بعدما راح الأعراب يهرعون للتطبيع معه .
ويركز الباحث معروف إبراهيم ناصر على الدور القذر التآمري لبعض الأنظمة العربية التي كان للدولة السورية فضل عليها مثل الأردن الذي اعتادت سورية أن تزوده بالماء عندما يعطش وبالقمح عندما تتوقف مطاحنه لعدم وجود الدقيق .. هذا(الأردن ) الذي جهز غرفة عمليات ( الموك) من ضباط صهاينة وأمريكان وغربيين وسعوديين وأردنيين لإدارة العمليات الإرهابية في سورية وتسهيل دخول السلاح والإرهابيين إليها .
ونقرأ في الكتاب عن الحرب الإعلامية الداعمة للإرهاب فقد ظهرت على الفور عشرات الفضائيات لتبث سمومها ضد السوريين و تروج للأكاذيب و فبركة المشاهد المزيفة بهدف إحباط عزيمة السوريين و النيل من صمودهم و هي فضائيات تمولها أنظمة الخليج العميلة و يسرد الكتاب تفاصيل و تحليلات عن الدور الأردوغاني الاجرامي في المؤامرة على سورية حيث سهل قدوم مئات آلاف الإرهابيين مع أسلحتهم إلى داخل سورية على الرغم من الاعترافات الفاضحة لهذا النظام بدوره القذر في المؤامرة و الاعتراف الأمريكي بتدريب و تجهيز الفصائل الارهابية و على الرغم من صرف آلاف المليارات من الدولارات لتمويل المؤامرة غير أن ثنائية الشعب و الجيش و بدعم من الحلفاء استطاع أن يهزم الإرهاب و يعيد الأمن و الأمان إلى سورية .
ويأخذنا الباحث معروف إبراهيم ناصر إلى تفاصيل هامة فيفضح جرائم الإرهابيين الذين قتلوا و حرقوا و مثلوا بجثث السوريين و كانت إحدى أهدافهم تهجير السوريين ويفند الكتاب مزاعم ما تسمى « المعارضة السورية » فيرى أنها عصابات و ليست معارضة لأن المعنى القانوني و الحقوقي للمعارضة لا يتوفر نهائياً فيها فهي تخطط و تحرض و تمارس الجرائم ضد الإنسانية و التي تتجلى في آلاف المجازر المرتكبة من قبل هذه العصابات « المعارضة» بحق السوريين.
و في فصل بعنوان « سورية القوية » يتحدث الباحث معروف إبراهيم ناصر عن عوامل الصمود السوري بوجه المؤامرة الكونية ويرى أنه يتمثل في جوهر التلازم المتين في ثلاثية الجيش و الشعب و القيادة إضافة إلى الحضور الاستراتيجي الإقليمي و الدولي المتمثل بدعم الحلفاء و الأصدقاء مما أحدث انتصار سورية و هزيمة الإرهاب
و يعتبر كتاب الباحث معروف إبراهيم ناصر من الكتب الهامة التي توثق الصمود السوري بأسلوب بحثي تحليلي حقوقي و قانوني.
عيسى اسماعيل
المزيد...