قصة واقع نقل عاثر متأزم نعيش تفاصيله يومياً وعلى مدار الساعة فيه امتهان لكرامة المواطن وقلة قيمة يتعرض لها هذا المواطن ( الإنسان ) يومياً في ذهابه وإيابه إلى عمله أو جامعته ، أو قضاء حاجة معينة ضمن مؤسسات الدولة، أو السوق ….
على مدار سنوات ونحن نطالب بحل أزمة النقل ولكن حلها يشبه العيد القصير ، سرعان ما تعود حليمة لعادتها القديمة وكأنك يا أبو زيد ما غزيت …. أخلاقيات الحلول غالباً لا تبحث في الصالح العام وإنما في الجشع المادي الذي يتحول فيه المواطن إلى رقم ضمن حشو وحشر وتدافش ، لا يهم فيها سعة الباص واستيعابه ، أو كورونا أو حتى وجود نساء ومرضى وكبار سن ، وكل حل يوسع من دائرة الأزمة ويزيدها عمقاً …. فالواقع المزري أمام الجامعات ، وخلال أوقات الذروة ، نرى تفاصيله الموجعة يوميأً وهو خير شاهد على مرارة وضع النقل في محافظتنا ، ولا تستطيع حيالها أن تقدم صورة للمواطن السعيد داخل الحافلة التي حظي فيها هذا المواطن بمسافة شبر وقف فيها على قدم وساق ، فالمنغصات داخل الباص لا تقل عن مرارة الانتظار بين وقوف للباص كل دقيقة بغية حشو المركبة جيداً ، ناهيك عن الأسلوب الذي يتبعه سائقو تلك الباصات في الصراخ على الراكبين وضرورة تطبيق سياسة المكدوس في الحشو وإفساح المجال لركاب آخرين .
خلال اللقاء الأخير مع رئيس مجلس الوزراء أكد أنه تم رصد مبالغ مالية كبيرة من الموازنة العامة لاستيراد وسائل نقل ودعا القطاع الخاص للاستثمار في النقل الداخلي
وهذا التصريح إن تجسد واقعاً وتم استيراد وسائل نقل و بالتالي استثمارها من قبل القطاع الخاص فهي بحاجة لإدارة وتخطيط ورقابة تصون كرامة المواطن وترتقي بتقديم الخدمات التي فيها الصالح العام وليس فقط الربح المادي.
فثقافة الشكوى التي يدعو المعنيون المواطن إلى التحلي بها وعدم الخجل من ممارستها كونها حقه ، على أساس أنها تشبه التغذية المرتدة تتابع وتناقش وتحل بأسرع وقت ممكن ، لكن للأسف ، فإن ثقافة التكيف مع المشاكل واعتبارها من المسلمات هي السائدة على الساحة ، لأن المواطن بات الحلقة الأضعف والشكوى لاتجد من يتهجى كلماتها أو يأخذ بها ، إلا فيما ندر بلغة التسويف والمماطلة والوعود التي لا جدوى منها.
وعلى أمل أن يحظى المواطن بوضع إنساني لائق ضمن وسيلة نقل محترمة وأن يعي معنيونا المسؤولية الملقاة على عاتقهم والقدرة على حمل الأمانة باقتدار.
حلم شدود