اتسعت فساحة السماء ممراحة فيض اغتباط بديم سكوب، وجادت بوافر القطر، يهدهده غربال السحاب، فتروح ذرات التراب سعادة تملّ ، تشهق بأنفاس الحياة ، حيث القلوب الدافقات تضرعاً، والحقول السارحات أماني ارتعاشات لناهضات شتول ؟ وباسقات وارفات ظلال، ويانعات ثمر. وعلى سرح المدى أنهار ، ضفافها أغنيات تزف تباشير الجمال مساكب ورود، ورائعات نفحات ، يعبّ من شذاها كل بهاء يتشربه الضوء نباريس أنوار على بارقات آمال، يغزلها الرجاء كروما، لها الخير كل مدى. إنه الشتاء فعل السقيا غيث عطاء، وأبجدية الحياة في تدرج فصول، واجتهادات تقسيماته… ما بين «مربعينيّة، وسعود مُتلاحقة» ، من مكين برد ، ورياح ، ثلوج ، وأعاصير، في واقعه – ماهِيّة– و حيرته الآن – واقعا- ضمن متغيرات الطبيعة، مناخا، والقيم ، تعثرا ، إنه الشتاء أغاريد الغيث انهمارا أُسّ الحياة حياة ، وطهرا ، ومعلم كل نقاء بتواضع جم تتبرعم الدّنا تلاوين مباهج صحو كل نماء. إنه الشتاء في سرديات الكثير من القصص، حيثيات مضامين ، ودلالات رموز، وإيحاءات، وفي مآقي العيون مثخنات دموع صدى للواعج تخترم مكامن شرود في متاعب النفس، وآمالها، لتأتي المصابيح الصُّفر شفيف أنين على صقيل أمواه ، تراءت دوائر ماء على مدارج طرقات، وقد تماهى الغروب مابين بقايا اصفرار شموس لما تأفل بعد ، وقد دانتها دُكن غيوم ، وبعض همهمات أسى في تَبَصُّر سفر عبر مآل الزمن،وما يعتلج في الحنايا من اتقاد وجد مجامر لأشواق في مواقد الروح، وقد خلت النفس إلى كينونتها. فأين لروي يسكن الأهداب أن تقوى به قافية؟! إنه البداية في تأصل التجدد، والانبعاث سقيا بذار ، واتساق زروع:إنه فَرحُ للعطاء ، وبوح للحياة ، والإنسان ، بسعة الخير ، جبلة معنى، معينه لاينضب إنه الشتاء ، نشج المزاريب حكايات سطوح , فاستحالت ذكريات، وفي سكنى التراحم، ودفء المحبة وشائج ، هي نسج وحدها وعي كل تعاضد ينشد بنائية أسرة ترسم فرح الأماني ، وسمر السهر ، مسامرة أهل ، وأحباب. ودنيا من مناغاة ، وعوالم من دنان حنان يوقد الدفء في حنايا النداء، وزهو البراءة للطفولة ، فيطيب الشدو ، ويحلو الغناء سعادة بيت، وأمان، وبَوحُ شِتاء. ما أجملها مقطعة.. أغنية- رحبانية – الصوغ،إبداع تأليف ، وموسيقا ! وما أعظمها تربويا ! وما أحلاها ترانيم أداء بصوت “فيروز”! – أقول لطفلتي / إذا الليل برد : عندي بيت/ وأرضي صغيرة. لا أبيع أرضي / بذهب الأرض. تراب بلادي / تراب الجنان. ويمضي الشتاء / رفيفا كزهرة ورد.
نِزَار بَدّور