ما يثلج الصدر أن يتفاعل القراء ، ولا سيما المعنيون بما نكتب في هذه الزاوية ، وهذا معناه أن ما نكتبه يلقى صدى إيجابياً أو ربما سلبياً يجري النقاش حوله على صفحات التواصل . وهكذا فقد تلقيت عدداً من الاتصالات والتعليقات على مقالي السابق عن / متحف الفن التشكيلي / الذي يسعى المعنيون إلى إحداثه .. وما فهمته من اتحاد الفنانين التشكيليين أن الحرب الإرهابية على سورية أخرت إحداثه ..!!
ثمة خطاط راق وكبير هو الخطاط عدنان الشيخ عثمان ، وعلى هامش الحديث السابق ، أكد أنه لا بد من الاهتمام بجمعية الخط العربي / أو / جمعية الخطاطين / ومقرها دمشق وتضم الخطاطين في سورية ، إذ لا فروع لها في المحافظات . وهذه الجمعية حققت تواجداً كبيراً عبر تاريخها فقد فاز خطاطون سوريون بجوائز عالمية ومنهم عدنان الشيخ عثمان إذ فاز بالجائزة الأولى أكثر من مرة في معارض الخط العالمية في إيران وتركيا ومصر وباكستان وغيرها .و إن أنسى فإنني لا أنسى فرحي وغبطتي عندما شاهدت له لوحة في معرض الخط العربي الدائم في كلية اللغة العربية في مدينة / تشانغ تشو / في الصين وتحت اللوحة تعريف به يقول إنه من أهم الخطاطين العرب .
والاهتمام بالخط العربي يبدأ من مرحلة الدراسة الابتدائية .
وللأسف ربما نحن نهمل هذا الموضوع , فإذا فتحنا دفاتر أبنائنا فإننا نكاد لا نستطيع القراءة ، الأكثرية منهم خطوطهم غير جيدة بل وغير مقروءة . ما أذكره أن معلمينا في المرحلة الابتدائية كانوا يولون درس الخط المقرر في المنهاج أهمية كبيرة..!!
ثمة طالب في المرحلة الإعدادية كتب في ورقة الامتحان لمادة العلوم ما يلي: ( إز خذنا قاروا ) بخط رديء غير مفهوم ولا مقروء وعندما سأله المدرس الذي روى لي هذا أجابه الطالب: (واضحة يا أستاذ … إذا أخذنا قارورة ) فتصوروا يا رعاكم الله .. خط سيء و أخطاء إملائية فادحة..!!.
فالخط الجيد الجميل الذي تتميز به لغتنا العربية له أنواعه و له تشكيلاته المختلفة المتنوعة الجميلة ومستلزماته فصاحة اللسان أولا و هي جواز مرور لفصاحة اليد و العلم فاللغة تؤدى باللسان تارة و بالقلم تارة أخرى, و للخط العربي عوالم ساحرة و رحبة يبدأ من عشق اللغة و عشق الكتابة و الفن, و في تاريخنا ثمة خطاطون لا تزال لوحاتهم تزين المتاحف العالمية أمثال ” الشيخ عثمان ”
وتطالب جمعية الخطاطين منذ أمد بعيد بإحداث أكاديمية لتعليم فن الخط و تنظيم مزاولة هذه الهواية لتصبح مهنة فنية و إلزام المعلنين و أصحاب المنشآت و المحال بالالتزام بجمالية اللوحات الخطية و الدعائية و على الرغم من إمكانيات هذه الجمعية المتواضعة فإنها تقوم بمراسلة و تلقي الرسائل و الخطابات و الدعوات من مختلف الجهات المعنية بمعارض الخط و دراسته في مختلف البلدان العربية و الأجنبية.
عيسى إسماعيل