يهمُّ بنا الحال بعض مقاربة لعين نجلاءَ تشع إشراقات بفيض عناوين لكتب،وعنوانات لأبحاث،ودراسات تخصصية لثنائية ” اللفظ والمعنى ” وعراقة تلك تعاقب عصور ، وثقافات،و تليد بطريف عبر مدارات من مطارحات، لها كبير الأثر،سعة معارف،وإعمال تفكير،وتدبر مؤشرات منطق، حيث التمايزُ الجمالي إدراكا لحذاقة تعاضد مابين عميق معنى،و دقة متن لفظي . مكينُ ذلك مثاقفة مصادر ومراجع لفصاحة لغتنا العربية، ، و أنساقها ، وعلومها، استقراءً واستنتاجاً مع غنى استيعاب، واتقاد تذوق ، وسرح إبداع ذاتي لتأتي تلك الثنائية ” اللفظ والمعنى ” ” الشكل والمضمون ” تطور دلالة ترابط اللُّحمة بالسَّدى. حضور مهارة ذلك لسان لغتنا، وإبداعنا بها ، وفيها حيث إن المعنى يباشر قصده عبر ثقافة فقه لغة، فتكون الأفكار التي ، هي سيولة ذهنية ناجزة بعوان حسن تقميش للفظ يؤكد أصالة معناه ، فتكون البلاغة في الإيجاز، أكان ذلك المحتوى في تدوين أو مشافهة، تصوغه حروف في متسع علوم وفنون، وجوانب وظيفية لحسن استخدام لها،عبر أنماط سلوكية نضرة الفهم، بينة الوضوح. و حقيقة الأمر أن تراثنا اللغوي ، والباحثين فيه واقع ماض ، وحاضر ، ومستقبل يتسعون بما كثرت فيه تعريفات، وجادت به أقوال :” معنى كل شيء حاله الذي يصير إليها أمره،.. ومعنى كل كلام يقصده ..”وليفيض غنى مابين حقيقي وآخر مجازي، مابين مبدع وأسيقة تعابير تمور معانيها بأفكار، حيث إن المعنى فكرة تعبر عنها الألفاظ، والمغزى الذي يرمي إليه المبدع توكيدا لدلالة ‘ ” أن اللفظ ، هو التركيب الذي ينتظم الكلمات من حيث حسن جرسها، أو اتصالها بدلالات . فالكلمات رموز المعاني، و وسيلة للمحاكاة ، والألفاظ هي المادة الخام التي تصاغ بها الاستعارات ” .وإذا ما كانت القوافي عونا في الشعر للمعاني، فالألفاظ صنوها ثراء بثراء. ولاسيما في بذارها ابتكارا لجديد يبرق إبداعا. أما المعاني فهي أبكار، والقوافي عَون. والعرب تضرب مثلا” : فلان حسن المعاني. أي : “ما للإنسان من الأوصاف المحمودة كالعلم ، والخلق الحسن ، والكرم أجل ! فالمعاني شرفات كل مقدح ذهني يومض ببارقات عوالم من اجتهادات ، محلها محل الأصباح على مطالع أبجدية تعشق بذارها نهوض غراس في دنيا المعرفة ، والسلوك سجايا ، والإبداع حيث كل صعيد ، ومعمارية كل صرح.
نزار بدّور