اعتبر يوم /21/شباط اليوم العالمي للغة الأم ,فقد تم إقراره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2000 لتعزيز السلام وتعدد اللغات في جميع أنحاء العالم وحماية جميع اللغات الأم لدعم التنوع اللغوي والثقافي .
احتفالاً باليوم العالمي للغة الأم أجرت ” العروبة” لقاء مطولاً مع الدكتورة فريال عاقل رئيسة قسم اللغة العربية في المعهد العالي للغات بجامعة البعث حول الحفاظ على لغتنا العربية والإجراءات التي يقوم بها المعهد العالي للغات تعزيزا لاستخدام اللغة العربية الفصيحة في مجالات الحياة فقالت : لغتنا العربية من أقدم اللغات في العالم ,لها خصائصها من تراكيب وبلاغة وصرف ونحو وجمال وأدب وخيال ,وهي ترسانة ثقافية تبني الأمة وتحمي كيانها ,وكما يقول فوسلر:”اللغة القومية وطن روحي يُؤوي من حُرم من وطنه على الأرض” واللغة العربية أقبل عليها العرب والعجم فهي لغة فهم وتدبر,وهي أداة التعارف بين ملايين البشر الناطقين بها, ثابتة في أصولها وجذورها,متجددة بفضل خصائصها وبنيانها ,وتضيف الدكتورة عاقل: هذا من ناحية إنشائية أما من الناحية العملية للإجراءات التي يقوم بها المعهد العالي للغات حفاظاً على لغتنا الأم ,فنحن في رئاسة قسم اللغة العربية نؤكد على استخدام اللغة العربية الفصيحة من قبل أعضاء الهيئة التدريسية في المعهد ,والتحدث بها بين طلبة المعهد في الماجستير والدبلوم مع التأكيد على تقديم الأبحاث العلمية بلغة فصيحة خالية من الأخطاء الشائعة ,بالإضافة لتسجيل البحوث العلمية التي تتعلق بأهمية اللغة العربية وضرورة استخدامها ,إضافة إلى إقامة الاحتفالات بأعياد اللغة العربية ,وإرشاد الطلاب للعودة لأمهات الكتب باللغة العربية , والاستعانة بالمعاجم لتوثيق الكلمات الغريبة .
وعن موقف الدكتورة فريال حيال الصيحات التي تنادي باستخدام اللهجات العامية بحجة شعبيتها قالت:”هناك لغة ثالثة ليست فصيحة مقعرة وليست بالعامية المبتذلة ,هي لغة قريبة من الأسماع والأذهان ولكنها ليست عامية كثيرة الاستخدام ويفهما الجميع ,أما اللهجات العامية المغرقة في المحلية فهي تبطل الوظيفة الأساسية للغة وهي التواصل ,فاللغة العربية الفصيحة تمتلك أكبر مدرج صوتي عرفته اللغات حيث مخارج الحروف تمتد من الشفة حتى أقصى الحلق مما يخلق الانسجام بين الأصوات في حين بعض اللغات الأخرى لا ينطقون الراء والخاء مثلا وهذا دليل قاطع على تلبية اللغة العربية الفصيحة لحاجات مستخدميها التواصلية ,ولغتنا العربية هي لغة الترادف ,غنية بالمعاني السياقية ,فالكلمة الواحدة تحمل العشرات من الدلالات مثل كلمة عين مثلاً تعني السيد في عبارة :”عين في قومه”وتعني النبع في عبارة “عين ماء”وتعني الجاسوس في عبارة:”عين للعدو” والمعنى اللفظي يعني عضو حاسة النظر.
إذن لغتنا العربية تحيا بتداولها واستخدامها وعلينا أن نحفظها من التآكل لنوصلها لأجيالنا القادمة كما وصلت لنا ممن سبقنا فهي هويتنا
لقاء:ميمونة العلي