مع إطلالة شمس /الثامن من آذار/ تنتابنا مشاعر و أحاسيس عشق الوطن والكبرياء الذي اشتهر به السوريون منذ سبعة آلاف عام .. سنظل نقول بكبرياء إن سورية أعطت العالم أول أبجدية و أول حبة حنطة وأول سلم موسيقي .. فماذا أعطانا العالم ؟!
هذا السؤال سألته لخبير أمريكي تعرفت عليه في تسعينيات القرن الماضي ، في إحدى الدول الخليجية ، فأجابني / لا أعرف/.
قلت له : يا صديقي مارك .. أنت تعرف جيداً . ماذا أعطيتم للسوريين وللعرب جميعاً ، أنتم والانكليز والغرب .. زرعتم الكيان الصهيوني في قلب العرب .. أهذا جزاء سنمار يا مارك؟!/ضحك وغير الحديث ..!!
لعلي هنا أتحدث عن الفترة التي سبقت قيام ثورة الثامن من آذار .
قد يكون لتجاوزات الموظفين الكبار والضباط الكبار المصريين دافعاً لقيام الانفصال ، لكنه دافع ثانوي .
الدافع الأساس هو أن دولة الوحدة / الجمهورية المتحدة / كانت مخرزاً في أعين الأعداء : الأمريكان والصهاينة وبقايا حلف بغداد.
ولا ننسى الإقطاع والرأسمال الذي تعاون مع العدو الخارجي ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، فانهارت الوحدة .. وحصل الانفصال وكان عمر الوحدة ثلاث سنوات وسبعة أشهر وستة أيام..!!
الفترة التي حكم فيها ناظم القدسي أو ما عرف بعهد الانفصال كان من أسوأ العهود التي مرت بها سورية . فالقدسي حليف الهاشميين في بغداد وعمان . ويرى أن التحالف مع أمريكا وانكلترا ضرورة ،ناسيا أنهما زرعا الكيان الصهيوني في أرضنا و حكومة الانفصال زجت بكل الوحدويين من بعثيين و ناصريين و غيرهم في السجون و ضاق سجن المزة العسكري بالضباط الوحدويين ومن بينهم وقتذاك القائد المؤسس حافظ الأسد , وكان في حينها برتبة نقيب و حكم بالسجن المؤبد على بعضهم و الطرد من الجيش إلى وظائف مدنية لبعضهم الآخر وأصدر النائب العام العسكري حكما بإعدام عدد من الضباط الوحدويين و منهم المرحوم محمد إبراهيم العلي على أن ينفذ حكم الإعدام في الثاني عشر من آذار عام 1963 و هذا ما جعل القائد المؤسس حافظ الأسد يصر على تقديم موعد القيام بالثورة لمدة ثلاثة أيام كي ينقذ العلي من الإعدام .
في الثامن من آذار 1963 بدأت مرحلة جديدة من تاريخ سورية ,مرحلة بناء الحياة الاجتماعية والاقتصادية المبنية على أسس قومية وتقدمية تلبي مصلحة واحتياجات الجماهير وتطلعاتها إلى بناء حياة حرة كريمة .
عيسى إسماعيل