ينتاب أحدنا شعور قاس باليأس عندما تواجهه المصاعب بأشكال مختلفة ، مرض إذا أصاب النفوس تمكن منها ، وقتل الرغبة في الحياة مع أننا نستطيع أن نشفي قلوبنا من هذا المرض مهما كانت حدته ، فكل مشكلة تحمل في طياتها بذور الحل ، والأمثلة كثيرة ، أناس عاشوا حياتهم الأولى تحت خط الفقر واليتم والحاجة ، فاستطاعوا بحسن تصرفهم وحبهم للعمل أن يصلوا إلى ما يريدون ، بدؤوا حياتهم بائعين متجولين يعملون بين التعب والضحك ، بين الشقاء وحب الحياة ، فكانت الحياة معهم حنونة دافئة تشبثوا فيها فتحولوا إلى تجار كبار …
مزارعون صغار استثمروا أراض وعرة وزرعوها تحت أشعة الشمس اللاهبة أو في ظل برد قارس بالزيتون والعنب والتفاح ليصحبوا من كبار الملاكين في المنطقة يستحوذون على أراض زراعية خصبة لتنتعش معيشتهم من خيراتها …شباب في عمر الورود ينفث الله في صدورهم الصبر والقوة في طريق البحث عن وظيفة فيمنحهم الله منحة كبرى فيصلون بعملهم وإخلاصهم إلى مرتبة عليا في الدائرة التي يعملون بها أو إلى مناصب أعلى فيقفون فيها ثابتين كالصخرة بدل الوقوف حيارى فيسدل النسيان على كثير من الصور اليائسة المريرة ليواجهوا العالم الفسيح بثقة واطمئنان للمستقبل الذي ينتظرهم ..
قد يحدث أن تكون البذور صغيرة في حالة إنسان صبره ضئيل فلا يحاول أن يجمع تلك البذور المتفرقة لكي يعيد زرعها في الأرض وينتظر ثمار ما زرعه.. لتبقى أموره معلقة تخلو حياته من الدفء والحنان فاقداً الرغبة في التغيير في حياة لا ترحم المتقاعسين عن السعي في مناكبها.
عفاف حلاس