لا نستطيع أن نقهر التشاؤم في ظل تجاهل القدرات الكامنة عند الشباب الذين يتقدمون بشكل دائم للمسابقات المعلنة والتي كان آخرها المسابقة المركزية التي ربما تكون كسابقاتها ، شباب جربوا حظوظهم قبلها ليتعثروا بالإجراءات الروتينية بلا أمل لديهم ولا لقاء بالأحضان بل تدافعوا بطوابير كبيرة للحصول على الأوراق الرسمية ومن ثم التقدم للمسابقة ليحصدوا الخيبة وراء الخيبة والتي كانت شاهدا ً لعذاباتهم النفسية ..
فهؤلاء الذين لو تركوا التقدم لتلك المسابقات ووفروا ما صرفوه عليها بدءا ً من أجرة التنقلات إلى ما وضعوه في طريق استخلاص الأوراق الرسمية لكانوا اشتروا بعضاً من ضروريات حياتهم التي تصرخ وكان ذلك أولى وأنفع من فلسفة المسابقات التي صار فيها المتسابق بذور تجارب بعضها يبقى جامداً كامداً لا يثمر والبعض الآخر المدعوم ينبت بأشكال وألوان مختلفة والكثيرون يعرفون مسبقاً نتيجة تقدمهم الخائبة لكن نفسهم ما تزال مفعمة بالأمل والأحلام لتلمس الغيوم الرطبة فربما تتحول إلى قطرات ندى تسقي الأجواف المتعطشة في وطن حضنه يتسع للجميع وموارده الطبيعية غنية ولكن لابد من تخطيط صحيح ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وطن كبير بحاجة إلى الجدية والجد ليختلط حلوه ومره على أمل بغد أفضل، أكثر بهجة.. ومن ثم تحويل التصريحات التفاؤلية إلى واقع راسخ يلملم جراح المكلومين وصورهم السائدة التي تئن تحت ضغط الحاجة ويسقي حياتهم المعيشية بمياه الديمومة لتولد في أحضانه حكايات تودع الهم وتنقطع جذوره في أرض تتلظى على صفيح ساخن ..
عفاف حلاس