نبض الشارع .. حتى أنت”يابروتس”….

 أثار التصريح الذي نقل عن لسان رئيس لجنة تسعير وتسيير أعمال سوق الهال في إحدى المحافظات موجة من الاستياء والسخرية والتهكم والذي مفاده بأنه ليس من الضروري أن يأكل المواطن العادي البندورة في هذا  الوقت من السنة يعني بغير موسمها ..

صحيح أن تصريحه هذا لا يربط ولا يوصل  يعني لا يقدم ولا يؤخر من وضعنا المعيشي المتأزم بشيء ولكن ومن وجهة نظر إنسانية لا يصح أن يصدر هكذا كلام من  شخص على احتكاك بالأوضاع المعيشية الصعبة والغلاء الفاحش الذي غزانا من كل حدب وصوب متدرجاً من بداية  الحرب ومن ثم العقوبات الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار ثم كورونا وحرب أوكرانيا و.. وتوالي أزمات لم نعد نعرف لها نهاية أو انفراجاً يعني نستطيع أن نحاكي تصريحه بالجملة الشهيرة ” حتى أنت با بروتس” فطعنة الخيانة القاتلة التي جاءت  لحظة اغتيال قيصر من صديقه” بروتس” والذي ظن بأنه سينقذه أو يضمه لكنه للأسف أجهز عليه وقتل روحه قبل جسده عندها قال قيصر جملته الشهيرة وأردفها بالقول :فليمت قيصر..

وربما تصريح رئيس لجنة التسعير السالف الذكر يحمل شيئاً من الحقيقة المرة التي نحاول مداراتها فالمواطنون باتوا طبقات عادي ومتوسط واكسترا وخمس نجوم وكل نوع له ملعبه الخاص وفق تصنيف يليق بوضعه المعيشي..

فالمواطن العادي يعني المحدود الدخل لم يعد يأكل لا البندورة ولا اللحوم ولا الأجبان أو الألبان وحتى البرغل يعز عليه وشراء الخضار  والفواكه بات بالحبة وكله نتيجة تردي الأخلاق  قبل تردي الأوضاع الاقتصادية وحرب لقمة العيش  والتضييق على المواطن في الحصول عليها تتحمل جهات عدة وزره فالأسعار تتحور وتنتقل من حالة  إلى حالة كمتحور كورونا الذي يصعب الإمساك به ووضع حد لتحولاته التي شغلت العالم ..

ومعركة اللقمة تستنزف  المواطن وتجرحه في العمق  ووصول أوضاعنا الاقتصادية  إلى مرحلة “فالج لا تعالج” له أسبابه التي قد يكون أهمها قلة المحاسبة ، فالفاسدون والمحتكرون وضعاف النفوس وقلة الخطط أوصلنا إلى الوضع هذا … وستبقى أزماتنا تتوالى إن بقي التقاعس وقلة المحاسبة .

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار