عيد الكرامة والعزة

ليوم الجلاء مكانة خاصة في قلوب السوريين لأنه عيد الوطن والحرية , عيد الكرامة والعزة السورية التي بذل لأجلها أبطال الوطن دماءهم الزكية وسطروا ملاحم البطولة العظيمة التي لا يحيط بها قلم ولا ينصفها وصف أو كلام مهما كانت بلاغته .

هو اليوم العظيم الذي مرغ فيه أنف المحتل بالوحل وتهمشت رؤوس قادته على أيدي الأبطال ونفضوا الذل والهوان وآمنوا بقدسية الوطن فجاء الجلاء نتيجة للنضال المسلح الذي أشعلت شرارته منذ دخل المحتل الأرض السورية  ودنس تراب الوطن وأراد لهذه البلاد مصيراً أسودا عنوانه التقسيم والشرذمة لإضعاف أبنائه والسيطرة على ثرواته ومقدراته, ولكن هيهات… لأن هذه البلاد العظيمة ترفض الاستسلام لطغيان المستعمر وظلمه وتأبى إلا أن تقدم الغالي والنفيس في سبيل العزة والحرية والاستقلال .

 السوريون قدموا دروساً في النضال والتضحية والمقاومة الوطنية وكانوا يتسابقون لبذل دمائهم من أجل طرد المستعمرين وأذهلوا العالم ببطولاتهم وصمودهم وتوج هذا النضال بالثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش حيث سجل التاريخ أكبر المعارك والبطولات التي خاضها الثوار والتي أصبحت تدرس في الأكاديميات العسكرية الأوروبية الفرنسية وعبرت عن صلابته وقوة الشعب السوري وقدرته على التضحية والفداء وعمق انتمائه الوطني ليكون فجر السابع عشر من نيسان عنواناً لعظمة السوريين وتفانيهم لتحقيق الاستقلال لبلادهم ورفضهم للتدخل الأجنبي في شؤونهم .

لقد كانت أهداف النضال السوري واضحة منذ البداية وساهم هذا في نجاح النضال ضد المستعمر الفرنسي وتحقيق  الاستقلال العظيم , وكانت وحدة البلاد من أهم أهداف الثورة آنذاك والمطالبة بطرد الأجنبي بالإضافة إلى وجود قيادة موحدة تتصف بالشجاعة والحكمة والغيرية والتواضع والصبر كل تلك العوامل ساهمت في تتويج النضالين السياسي والعسكري بالنصر والاستقلال ورضوخ المحتل لرغبة السوريين في أن يكون لهم وطن مستقل حر يحكمه أبناء الشعب وينعمون بخيراته وثرواته ولا يقاسمهم عليه أحد من الغرباء والمحتلين .

واليوم يحاول المستعمرون الجدد تدمير معاني الجلاء وإعادة سورية إلى الحضن الاستعماري وقد حشدوا كل مالديهم من أساليب وأدوات قذرة لكنهم نسوا أو تناسوا أن في هذه البلاد عيون تحرسها وتحميها وسواعد تدافع عن ترابها وأنفس عظيمة ترفض الذل وتفعل المستحيل للحفاظ على أرض الوطن لتبقى حرة أبية مستقلة .

محمود الشاعر